تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أن تأتي متأخراً..!

منطقة حرة
الأربعاء 8-8-2012
أمير سبور

منذ سنوات مضت تفاوتت الجهود والأساليب وحتى الصيغ لإيجاد معالجة موضوعية لمناطق العشوائيات في سورية بغية الوصول إلى حل جذري لتلك المناطق التي اتسعت رقعتها ونمت بشكل سرطاني في مختلف المحافظات السورية

, بعد أن تحولت مؤخرا لما يسمى ظاهرة السكن العشوائي , والتي تشكل حسب الدراسات المختصة بين 15% إلى 20% من السكن في سورية , ورغم كل الجهود والمحاولات التي بذلت للحد من توسع انتشار تلك العشوائيات إلا أنها لم تفلح في ذلك , ولن ندخل هنا في أسباب ومبررات الانتشار الأفقي للعشوائيات وتمركزها حول هوامش المدن الرئيسة , بل نؤكد إن هذا النمو السرطاني للعشوائيات قد جاء نتيجة غياب تراكمي سابق للتخطيط الإسكاني وسياساته التنفيذية وأيضا لغياب دائم لمعطيات التخطيط ولأسس التخطيط العمراني والإقليمي الشامل , وهذا انعكس على الواقع الفني والصحي بشكل سلبي وهدد عوامل السلامة والأمان الواجب توفرها عند بناء تلك المساكن....! كما رافق ذلك عجز الحكومات المتعاقبة على توفير البنى التحتية المناسبة لتلك المناطق إلا في حدودها الدنيا , والعمل لتزويدها بالخدمات الأساسية عبر حلول اسعافية لتخديم القاطنين فيها بعد أن أصبحت منازلهم واقعا راهنا تحت ضغط الحاجة الماسة للسكن , وخاصة إذا علمنا أن هناك أكثر من 150 منطقة سكن عشوائي في سورية تقدر كلفتها الإجمالية بين 300- 400 مليار ليرة سورية وان 55% من هذه المساكن شيدت منذ العام 1965 وحتى1990 في ظل عدم توفر الأراضي المعدة للبناء من جهة وارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني من جهة أخرى ....! ومنذ صدور القانون 1 لعام 2003 المتضمن التشدد بقمع المخالفات إلا أن ذلك لم يجد نفعا وجاء بعده المرسوم 59 للعام 2008 القاضي بمعالجة أوضاع السكن العشوائي القائمة قبل تاريخ نفاذ القانون 1 المذكور آنفا , ورغم كل ذلك لم ولن تتوقف مخالفات البناء التي تضاعفت بشكل مخيف وخاصة خلال فترة الأزمة الحالية حيث جاء مؤخرا المرسوم الذي أتاح تسوية المخالفات القائمة ضمن شروط محددة بهدف وقف هذا النزيف العمراني الكبير الذي يشكل أساسا قيمة اقتصادية ورأسمالا وطنيا يوظف بشكل غير مدروس أو منظم ...!‏

ومع رصد الحكومة في موازنة العام الحالي عشرة مليارات ليرة سورية لمعالجة هذه الظاهرة التي شكلت محورا رئيسا في الخطة الخمسية الحادية عشرة , فقد اعترانا شيء من التفاؤل عندما اطلعنا على مضمون مذكرة التفاهم التي وقعتها هيئة التخطيط الإقليمي مع وزارة الإدارة المحلية منذ بداية شهر شباط من العام الحالي بهدف وضع خارطة وطنية للسكن العشوائي الإقليمي واعتماد أسلوب جديد ومتطور لتحديد التمليك للمسكن بالمناطق المخالفة وذلك ضمن خطة وضعتها الهيئة لتمكين تطبيق القانون 33 للعام 2008 القاضي بتثبيت العقارات المبنية وأجزاء العقارات غير المبنية في التجمعات العشوائية حيث تسعى الهيئة من خلال ذلك لإعادة النظر بأسلوب معالجة السكن العشوائي من كافة جوانبه سواء بالتسجيل العقاري للعشوائيات القائمة منذ عشرات السنين وخاصة حول مراكز المدن الكبرى وفقا للدراسات التي تمت فهناك تحديات تواجه هذا الجانب , أهمها تحديد الملكية لقاطني تلك المناطق وهي المرحلة الأساس وقد تم دراسة تفصيلية للصور الفضائية مع تطبيق نظام المعلومات الجغرافي ونظام الرسم الفوري والميداني للمساقط المعمارية القائمة لتأطير وتأهيل هذه المناطق ودمجها فيما بعد مع الأحياء النظامية بالمدينة , ومن هنا فقد أكد احد المختصين بالتخطيط الإقليمي إن إدارة المنظومة العقارية المتعلقة بالملكية في مناطق السكن العشوائي بحاجة إلى آلية متقدمة وتشريع متطور يوفر التقانة والمرونة المناسبة لمثل هذه الآلية , وان استخدام الصور الفضائية تفي بالمطلوب وبالسرعة بعيدا عن القياسات اليدوية كما إن استخدام النظام الجغرافي وترقيم المباني المصورة جويا والتعرف عليها عن قرب وصولا إلى تملك عقود الإيجار المبرمة في الشقق بعد قرار قضائي على إن يتم تثبيت ذلك لاحقا وفرض رسوم وضرائب على المالكين.‏

كل ذلك من شأنه المساهمة بإيجاد الحل المناسب والسريع لتثبيت الملكية رغم الصعوبات الجمة التي تواجه فريق العمل بهذا الخصوص لكن أن تأتي متأخرا خير ألف مرة من ألا تأتي أبدا...!‏

Ameer-sb@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أمير سبور
أمير سبور

القراءات: 794
القراءات: 882
القراءات: 869
القراءات: 847
القراءات: 911
القراءات: 928
القراءات: 937
القراءات: 927
القراءات: 964
القراءات: 963
القراءات: 1016
القراءات: 1086
القراءات: 961
القراءات: 1326
القراءات: 1015
القراءات: 1007
القراءات: 1024
القراءات: 1008
القراءات: 959
القراءات: 1055
القراءات: 1159
القراءات: 1066
القراءات: 1049
القراءات: 1101
القراءات: 1104

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية