تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هوية الانتصار

معا على الطريق
الخميس14-11-2019
علي نصر الله

رغم أن سورية لم تُعلن انتصارها النهائي على الإرهاب وداعميه، لم تَستعجل ذلك ولن تَستعجله، إلا أن نقاشات واسعة تدور منذ مدة حول الانتصار، وحول ما يُدعى تحالف المُنتصرين، بل هناك من أظهرَ بوقاحة انقلابه على ذاته كي يَلتحق بهذا التحالف، أو ليَنضم رسمياً له، اللص أردوغان أنموذجاً باعتباره أول من افتتح الحديث عنه!.

الخَشية من سرقة الانتصار ليست في واردنا، وليس لدينا الرغبة بالانخراط بأيّ نقاشات حوله ولا حول آثاره وتداعياته والاستحقاقات التي يَفرضها، غير أن الرد على مُحاولة أطراف العدوان تَزوير الوقائع يَرقى ربما إلى مُستوى الواجب الذي لن نَتخلف عنه، سواء لجهة تحديد هوية الانتصار، أم لجهة التعريف بأصحابه وبالأثر العظيم الذي لا يُمكن إنكاره.‏

أولاً: قبل أن يَشرع البعض بمحاولة قرصنة الانتصار أو سرقته، وقبل أن يبدأ البعض الآخر بمحاولة النأي عن الموقع الذي كان يَشغله كطرف بالحرب وكشريك داعم للمُرتزقة التكفيريين، وقبل أن تتنصل باقي الأطراف من ممارساتها المُوثقة بمحاولة الانتقال للضفة الأخرى، لا بدّ من تحديد الهوية الوطنية للانتصار الناجز على الإرهاب، من كونه المُخطط المَطروح للاستثمار، القذر بمَساراته ومَحطاته، بأهدافه وغاياته.‏

الهويّة الوطنية للانتصار على الإرهاب كمُخطط ومَشروع، هي سوريّة بامتياز لا تَقبل التشكيك ولا النقاش، ذلك أنه إذا كان صحيحاً أن حلفاء سورية لعبوا دوراً مُؤثراً إلى جانب جيشها بمُحاربة الإرهاب ودحره، إلا أن الصحيح الذي يُدركه الجميع هو أن أيّ دعم أو إسناد سيَبقى بلا جدوى لو لم تكن سورية، شعبها جيشها وقيادتها، النواة الأساسية بمُقارعة العدو كمنظومة كبرى وأدوات مُمتدة مُتعددة، ولو لم تُظهر سورية الصلابة والثبات على امتداد سنوات الحرب عسكرياً سياسياً واقتصادياً.‏

ثانياً: إذا كان ثابتاً لا يَقبل النقاش الشكل الوطني لهوية الانتصار، فإن مُحاولة اللص أردوغان ادّعاء شراكته بالانتصار وادّعاء الانتساب لتحالف المُنتصرين، لا تنطوي على فعل السرقة والقرصنة، وإنما على محاولة مسح سجله الأسود، وإعلان الانسحاب من المشروع ومن المحور الآخر، والالتحاق بمحور المُنتصرين وتحالفهم، ذلك تَجنّباً للاستحقاقات التي ستترتب على النتيجة: انتصارٌ مُقابل هزيمة.‏

بهذه الحالة، من الطبيعي ربما أن يكون للانتصار هوية أخرى إلى جانب الهوية الوطنية السورية، تُدوّن فيها أسماء الشركاء والحلفاء الذين أسهموا بتزخيم نتائج الانتصار وبفرض مُعادلات تتجاوز حدود الإقليم وتُخضع الأطراف المُعادية للقواعد الجديدة الناتجة التي بدورها قد لا تكتفي بنسف استراتيجيات هذه الأطراف، بل تَضعها أمام قوس العدالة مُساءلة ومُحاسبة.‏

مُحاولة الالتفاف على ذلك هو ما يَجري حالياً، أي إن الإقرار بانتصار سورية بات أمراً خارج النقاش، كما باتت هوية الانتصار الوطنية سوريّة تَعترف بها منظومة الخصوم والأعداء وتَعجز عن محاولة اختطافها أو تَشويهها، غير أن الخلاف المُحتدم الآن يدور حول الهوية الأخرى للانتصار، وحول العناصر الأساسية التي تُؤهل هذا الطرف أو ذاك من امتلاك أسباب الانتساب لتحالف المُنتصرين. قولاً واحداً اللص لا يَنتمي إلا لمحور الشر وتحالف العدوان، لن تُقبل عضويته، هويته أطلسية صهيونية ومَطلوب منه إظهار أبشع صور أخوانيته المُتطرفة للاستثمار فيها، وإن انتهاء دوره الوظيفي، وطَرده المُحتمل من الناتو لا يَمنحه بحال من الأحوال فُرصة الانتقال للضفة الأخرى!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1652
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1427
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1358
القراءات: 1470
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1272
القراءات: 1347
القراءات: 1291
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1469
القراءات: 1495
القراءات: 1466
القراءات: 1779
القراءات: 1478
القراءات: 1355

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية