ربما معه كل الحق، فالإنسان المتحضر يحتاج إلى الرقابة عكس الإنسان البدائي الذي كانت الرقابة في مجتمعه في أضيق حدودها ..!
لنتأمل في هذا المقياس شبه البدائي، شبه الحضاري، فقد كان الإنسان قديماً يأكل اللحم مشوياً بعد أن عرف النار، فيما ذهب الإنسان المتحضر إلى اللحم المسلوق، لكنه اكتشف أن اللحم المشوي ألذ ..!
ولنمض بهذا إلى حافة الرقابة والصراخ ظناً منا أن عقلاً ما يمتلك اليوم هامشاً يستطيع فيه أن يكون حراً وأن يمارس الرقابة الذاتية الخاضعة في عمقها لعقل اجتماعي فوق الفردية وجامع لقوانين المجتمع، أياً تكن تلك القوانين ..!!
ربما تكون الرقابة ضرورة اجتماعية وتربوية فنحن اليوم قد نستعيد بدائية قابلة للانفلاش على شبهة حرية فكرية أو ثقافية يقودها عقل قد يسبب خدشاً لحياء ما ..!
هل يستطيع السادة الذين وضعوا على قلوبهم «حجر الالتزام» أن يقبلوا بنا ونحن نستخدم شيئاً بسيطاً من عقولنا في هذا الزمن المفتوح على كل أنواع محاصرة الأفق الإنساني لإبقائنا في دائرة الرضا؟!
يقترح أحدهم «الرقابة تحمينا من أنفسنا» ..!
ماذا يفعل الإنسان المتحضر عندما تهاجمه بدائية الحرية قليلاً..؟!