هذا الحدث جرى في جنيف خلال أول لقاء جمع الوزيرين في مؤتمر نزع السلاح حيث انطلقت من هناك شرارة البدء لتحقيق تقدم في مسألة نزع شامل للاسلحة الاستراتيجية خاصة النووية التي دخلت مرحلة جمود قاتل منذ 13 عاماً.
لافروف رد على كلينتون بعد الاتفاق على ضرورة تجديد معاهدة ( ستارت1) موسكو مستعدة للانطلاق مجدداً من الصفر في العلاقات بشأن هذا الملف مؤكداً ان روسيا وواشنطن ستعملان بصدق وصراحة حتى في مجالات الخلاف.
في مناسبة حساسة كهذه وروسيا عائدة بقوة إلى مركز القرار الدولي فتح لافروف ملف معاهدة الحد من الانتشار النووي مؤكداً لكلينتون ضرورة اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وحيث تعد اسرائيل الوحيدة فيه التي تمتلك اسلحة نووية تهدد امنه وسلامه وترفض التوقيع على معاهدة حظره التي التزمت بها كل دول المنطقة دون استثناء.
لاشك ان لافروف كان يقصد بدعوته هذه الخطر الذي يشكله الكيان الاسرائيلي على أمن الشرق الاوسط أولاً حيث اشار إلى أن المشاركين في معاهدة الحظر اتخذوا خلال الاعوام 1995 ـ 2000 قرارات عدة في هذا المجال وينبغي ايجاد سبل معقولة لتنفيذها معرباً على استعداد روسيا للمشاركة بعمل مشترك لتنفيذ هذه المهمة.
مامن شك ان اسرائيل تشكل برؤوسها النووية الساخنة تهديداً للامن الدولي.. وعند البحث في نزع الاسلحة فإن روسيا تدرك ان الاولوية لنزع السلاح النووي الذي يعني ان العالم كله شريك في خطورته ومخاطره إذا ماترك دون ضوابط أو معاهدات حول منع انتشاره وحظره.
وشرق أوسط لا نووي يعني اجبار اسرائيل على التخلي عن رؤوسها الساخنة كون ذلك قضية اساسية في أي مفاوضات للسلام أولاً وأخيراً خاصة وان الرئيس أوباما تحدث عن ارساء فكرة اخلاء المسرح الدولي من اسلحة الدمار الشامل وصولاً إلى قبول عالمي « لنهج الصفرية » مايعني الايمان أولاً بعالم خال من الاسلحة النووية.
ولتكن البداية من الدول المتمردة على معاهدة الحظر مثل اسرائيل وامثالها إذا ماأرادت واشنطن قرن الاقوال بالافعال وهي تروج بدبلوماسيتها لنهج الصفرية وبالاكتفاء بقوة الردع في ترسانتها وتدعو روسيا للشراكة في قيادة العالم وتهديها زر اعادة ضبط العلاقات الأحمر والذي يعني سقوط ازدواجية المعايير في اي قضية تتعامل معها الدبلوماسية الاميريكية من قضايا العالم الساخنة وازماته وصولاً إلى مصداقية تحسن صورة الولايات المتحدة وخاصة في قضايا الشرق الاوسط.