هذا ما قاله مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في بيروت مؤكداً أن المرحلة الحالية من الحوار هي مرحلة جس النبض لتلمس مدى إمكانية التفاهم مع سورية على المسائل الخلافية.
البعض قد يرى في هذه التصريحات أنها حمالة أوجه، لكن من يريد الحوار الجدي الذي يفضي إلى نتائج ينبغي أن يفتش عن النقاط الايجابية فيها ويهتم بها من دون أن يهمل ما قد تنطوي عليه من محاولة الاملاء والوقوع في الخطأ مجدداً.
فيلتمان وصف مباحثاته في دمشق بالجدية، وسورية كانت ومازالت تطالب الطرف الآخر بالجدية لأنها كانت على الدوام جادة فيما تقول وتفعل وتتخذ من اجراءات وخطوات سعياً إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
الجدية في المباحثات تعني وتقتضي توفر إرادة الخوض بها وصولاً إلى نتائج، وهو ما امتلكته سورية (الإرادة) وافتقدته لدى الطرف الآخر (إدارة بوش) الأمر الذي حال دون الشروع بالحوار والنأي عنه في مقابل البحث عن تحقيق نتائج لا يمكن بلوغها بحال من الأحوال عن طريق الضغط والتهويل والاملاء.
من هنا فإن الحوار السوري-الأميركي يمكن أن يصل بعلاقات البلدين إلى مدى غير منظور، وإلى حل جميع المسائل الخلافية بينهما وبما لا يخضع المبادئ للمساومة أو جعلها محوراً للبحث والنقاش.
وإذا كان الجانب الأميركي قادراً على رؤية حق سورية باستعادة أرضها المحتلة في الجولان، وعلى رؤية حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، وإذا كان حريصاً على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي لتحقيق السلام، وإذا كان يرفض مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، فإنه لن يجد أي مسألة خلافية مع سورية.. ويمكن لنا على هذه الأسس أن نصل معاً بالحوار إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من تفاهمات لن تكون منعكساتها على المنطقة إلا خيراً يخدم الجميع ويحقق السلام والاستقرار.