كيف يمكن أن تكون القراءة شيفرة تفكها القراءة أيضاً؟ هل القراءة الأولى هي غير القراءة الثانية؟
الممتع في فعل القراءة, انه يوفر عدة مستويات في فهم نص ما, شريطة أن يكون لهذا النص دلالات مفتوحة, وانزياحات تتراتب في طبقات.
في نص كهذا سيكون لكلام دريدا معنى ما أراد قوله.
قد يحتاج أحدنا لقراءة نص- أي نص عالٍ- مرة تلو أخرى, ليجد أن قراءاته المتتالية تتيح له فهماً أكبر لمقولات النص المرادة, وقد نكتفي بقراءة وحيدة- وذلك نص لم يقو على العيش أكثر-
يستطيع الكاتب أن يمنح نصه حياة قصيرة, فيموت بعد قراءة أولى, وقد يعمر نصه, إن تمكن من حمل زاد المعنى لحيوات عابرة للزمان والمكان. هنا يصبح النص إنسانياً بامتياز, رغم خصوصية مكانه. مسرحيات شكسبير, روايات عمالقة الأدب, شعر الأولين... لماذا بقيت صالحة لكل زمان ومكان؟
قيل: الشعر لغةٌ, واللغة أداة لتحقق (العلانية) وإظهار المستخفي, أو هي تجلي الموجود البشري في العالم الخارجي...
بهذه الخلفية الفلسفية للغة يمكن لنصوصنا أن تكون ظهورات تتعدد بتعدد مستويات الوعي فينا... وتكون القراءة فعلاً ممتعاً لفك شيفرات النص.
suzani@aloola.sy