تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إيران بتعبيراتها

الصفحة الأولى
الأربعاء 8-8-2012
أسعد عبود

يختلف تحرك الدول الداعمة لسورية، عن التحركات الأخرى للدول المعارضة لها، ليس في البواعث لأي من هذه التحركات والأهداف من ورائها، بل في الاستراتيجية التي تعمل عليها لتحقيق أهدافها.

من ناحية المبدأ كل هذه التحركات تعمل لخدمة مصالح أصحابها ولا شك في ذلك أبداً. لكن التخفيف عن سورية، ومحاولة حل الأزمة بالطرق السياسية والدبلوماسية وكل الأساليب الممكنة بما يخفف من وقع الآثار الكارثية على سورية الدولة أولاً « الأرض والسكان والموارد والبنية التحتية ...إلخ » تأتي في استراتيجية الدول الداعمة، لأن في استمرار سورية الدولة مصلحة لها، ولا شك أن هذا الهدف المنظور أو المشهود يضع هذه الدول في حالة دعم للحكومة القائمة.‏

أما الدول الأخرى فإن استراتيجيها تتماهى في العداء إلى درجة تجعل من خراب سورية هدفاً حقيقياً لها، بغض النظر عن الصح والخطأ في هذا الموقف؟! بمعنى أنه قد يكون تصوراً خاطئاً للمصلحة الحقيقية لهذه الدول ناجم عن الكراهية والحقد والرغبة في الانتقام، وعن أولوية أمن إسرائيل بالنسبة للغرب عموماً ومنها الولايات المتحدة خصوصاً.‏

لذلك استمرت دول الدعم تنادي بأولوية الحوار. في حين استمرت دول المعاداة ترفض الحوار كلياً! حتى إنها تعيق الحوار البيني للمعارضات السورية بهدف الوصول إلى رؤية موحدة من الأزمة، وهي بأمسّ الحاجة لذلك، وتصل الصعوبات في حوار داخلي للمعارضات مستوى صعوبة الحوار بينها وبين الحكومة إن لم تكن تتجاوزها! ويوماً ما ستجد المعارضات الراغبة في الحوار الداخلي أو مع الحكومة، أنها لا بد لها من أجل ذلك من إخراج ملفات الأزمة من الأيدي الخارجية.‏

أنا بالتأكيد لا أتهم المعارضات بالمؤامرة ووضع المقدرات الوطنية لعبة بين أيدي المصالح الخارجية، والتوزيع الذي أسلفت لدول داعمة وأخرى معادية لا تتوزع بالضرورة المعارضات السورية على أساسه.‏

إنما أرى الضرورة الملحة لإخراج إمكانات الحوار من القمقم الذي وضعته فيه الدول الخارجية وبينها العربية، بل بشكل خاص العربية، فنتنازل عن كل شرط يعيق الحوار.‏

المقدمة الأولى لإمكانات الحوار أن ترى الأطراف المدعوة كل منها الآخر، وترى استحالة القفز من فوقه. غير صحيح أبداً أن الدولة في سورية ضعيفة ومتهاوية بما يعيق الحوار معها! الدولة ضعفت فعلاً لكنها ليست ضعيفة. وهي قائمة وقوية ولها أبعادها الدولية والإقليمية، تتميز بمقدرتها على الحوار رغم البعدين الدولي والإقليمي اللذين يتمثلان بصورة رئيسة بروسيا والصين وإيران. هذه الدول تدعو دائماً للحوار بين السوريين بكل أطيافهم، في حين تدعو الدول المعادية لسورية لحوار بين المعارضات فقط في أحسن حالات سوء الظن، فكيف يكون داعية حوار من يستثني الحكومة السورية من دعوته؟! إذاً مع من سيكون الحوار؟!.‏

لقد أظهرت إيران في تحركها الأخير كما روسيا والصين، الدعم دون أي التباس لسورية لكنها تسعى لتحسين فرص الحوار والعمل المشترك من أجل سورية.‏

ودعت إلى اجتماع استشاري قالت إن عشر دول وافقت عليه لبحث الشأن السوري. وبالتأكيد ليست الدول العشر من اتجاه واحد في موقفها من المسألة السورية.‏

هذا ليس تراجعاً عن دعم، أو إعلان لموقف جديد، بل مصلحة في الحوار، على عكس المؤتمرات اصطفائية أطراف الحوار.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 815
القراءات: 839
القراءات: 838
القراءات: 928
القراءات: 771
القراءات: 896
القراءات: 844
القراءات: 879
القراءات: 819
القراءات: 859
القراءات: 764
القراءات: 858
القراءات: 848
القراءات: 818
القراءات: 860
القراءات: 987
القراءات: 718
القراءات: 1028
القراءات: 1197
القراءات: 923
القراءات: 881
القراءات: 1209
القراءات: 1093
القراءات: 878
القراءات: 1034

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية