بأن العملية في غزة لما تنته وما زالت مفتوحة فصولا عبر توغلات برية جديدة أو القصف الجوي أو عمليات خاصة حتى تحقق أهدافها . وقد كان اولمرت أكثر تواضعا في تحديد هذه الأهداف بأن حصرها بتقليل عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة واضعاف حركة حماس, نزولا من منع هذه العمليات كليا وتقويض قدرة حماس العسكرية ,وفق الاهداف المعلنة قبل العدوان الاخير وخلاله. وبناء على ذلك كانت حماس محقة في قولها إن العملية أخفقت في تحقيق أهدافها, وهو ما يوافق عليه في الواقع معظم المعلقين العسكريين في اسرائيل الذين زادوا بأن حذروا اولمرت والرؤوس الحامية في حكومته بأن ما يقوم به من تصرفات طائشة سيزيد من قوة حركة حماس شعبياً وسياسياً ولن يضعفها عسكرياً.
ما تستطيع القيام به الآلة العسكرية الاسرائيلية من قتل عشوائي وتدمير همجي وترويع للمدنيين بالترافق مع سياسة الحصار والتجويع المفروضة منذ شهور على قطاع غزة , بلغ أو يكاد حدوده القصوى . والاصرار الذي تبديه حكومة اولمرت على هذه السياسة مستندة الى تغطية دولية كبيرة,ومستفيدة من حالة الانقسام الفلسطيني والتشرذم العربي , يؤشر الى أن هذه الحكومة ليست بوارد استخلاص العبر الصحيحة من تجاربها ولا تزال برغم خيباتها المتكررة في الساحتين الفلسطينية واللبنانية , مصممة على الخيارات التفجيرية , وهو ما يستدعي وقفة فلسطينية وعربية جادة ترتقي الى مستوى التحدي الذي تمثله هذه السياسة . ولكن مع كل أسف وخجل نجد أن ثمة - من بين أبناء المنطقة - من يراهن على نجاحها ونجاح المشاريع الخارجية لتمرير أجندته الضيقة, وهؤلاء هم الخائبون ~