تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذه «الثقافة».. ليست لنا!!

الافتتــاحية
الخميس 5-7-2012
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

ثمة سؤال مرير يتردّد على ألسنة ملايين السوريين منذ بداية الأزمة وحتى اليوم..من أين هذا الحقد الذي يوغل في سفك دم السوريين،

وتلك «الثقافة» التي تتفنن في القتل والتقطيع والتمثيل بالجثث؟.. من أين هذا التوحش الذي يبدو غريباً .. بعيداً.. لا نعرفه ولا ندركه.. ولا نقبل التعايش معه؟!..‏

ويزداد السؤال مرارة كلما أمعنت تلك الممارسات وتفشّت في غير مكان تاركة وراءها رائحة الكراهية البغيضة، وهي ترسم مشاهد التوحش بكل ما في الكلمة من معنى..‏

مرارة لم يكن بمقدور السوريين تجاهلها.. وهي تعلن تلك الغربة من جذورها.. والغرابة في تتبع أثرها لإدراك أبعاد ما تخفيه خلفها.. وما تتستّر عليه من أجندات وحسابات ومعادلات كانت ترمي ما في جوفها إلى السطح وهي تستدرك ما عجز عنه العدوان والدمار والحصار والاستهداف.‏

ربما كان من الصعب تحديد الإجابة مباشرة.. لكن عندما كانت هذه «الثقافة» هي الحامل لكل ما شهدته سورية من جرائم التنظيمات الإرهابية ومن أعمال تخريب وتدمير للبنى التحتية والمؤسسات، وهي التي أطّرت تلك الممارسات في سياق التعمّد في الاستهداف، كان لا بد من إدراك ذلك المنتج والآليات التي تقودها في ممرها العفن إلى حيث يوغل القتل في حضوره وفي مشاركاته وبهذا الشكل الفاضح..‏

ثقافة ندرك جميعاً أن غربتها عن موطنها تضفي عليها الكثير من الغرابة والابتذال، فيما الإيغال في القتل وبهذه الطريقة المريبة يعكس تلك الهستيريا التي ترافقها سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً.‏

لكن هذه الغربة لم تتمكن من تقديم التفسير المطلوب.. ولم يكن بمقدورها الذهاب أبعد في توضيح تلك الدلالات المريضة.. وذلك الاختلال في موازين احتكام المرتزقة والمأجورين إلى التوحش.. لم تتمكن إلا عندما حدّدت المبضع القابض على السكين.. والإصبع الضاغط على الزناد كي يقتل ويذبح ويمثّل بالجثث.. بذلك الدم البارد.. وهي تأتي من قاعٍ آسٍ .. حاقد .. متخم بتجليات الانتقام.. والرغبة في التنفيذ الدقيق لأمر العمليات العدواني..‏

كل السوريين يدركون أن هذه ليست «ثقافتنا» .. ليست لنا.. ولا هي من نتاجنا.. ولا هي في أصول تعاملنا.. وكل السوريين يعرفون اليوم أنها غريبة عنا.. ويعرفون أيضاً مصدرها.. أدواتها.. أطرافها.. والأجندات التي تخدمها وبنك الأهداف التي تعمل لحسابه..‏

وكل السوريين يعرفون أن تلك الأصوات المبحوحة ليست لنا.. وتلك الأقلام المأجورة لا تنتمي إلينا.. وتلك الأبواق لا تعنينا.. وأولئك الحاقدون حفنة من أدوات ارتضت أن تكون في خدمة الغرب وإسرائيل.. وتورمت في خدمتها واستطالت إلى حد الهذيان..‏

نعرف إلى أين ينتمون.. وعلى أي «ثقافة» يعملون.. ومن كان أصيلاً منهم أو ذاك الذي استحدث دوره ليكون الخادم المطيع للإسرائيلي والأميركي..‏

هذه «ثقافة» أولئك الذين تحاوروا بتراشق الكراسي والسباب والشتائم والتعارك بالأيدي.. « الثقافة» المعممة من أسيادهم ومشغليهم.. فمن الطبيعي أن تنتج ذاك الحوار!!‏

لم نتفاجأ بهذا المستوى ولا بتلك العينة من المشهد لأن المرتزقة الذين اعتادوا أن يعتاشوا على موائد القتلة والمجرمين، والذين نموا وتربّوا على فتات الغرب وأموال النفط ومشيخات البترودولار.. هؤلاء المرتزقة تلك هي ثقافتهم في الحوار.. وأولئك المأجورون تلك هي «ثقافتهم» في القتل.. وفي الذبح وفي التنكيل.. وفي الوحشية.‏

وجهان لعملة واحدة.. لثقافة أنتجتها تلك الأيدي السوداء.. عممتها مشيخات النفط.. وسوقتها أذرع الفتنة وسفك الدم.. ورعتها سياسات ودبلوماسيات الإلغاء لتكون المنتج الذي تطفو «غنائم» أمواجه.. مزيداً من الحقد والكراهية والارهاب.. والدم.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية