تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خيوط المتاهة..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 8-9-2009م
علي قاسم

تلك هي خيوط المتاهة التي نسجتها سياسة التقزيم بدءا من تضخيم الحالة والمماحكة السياسية حول البديهيات وصولا إلى نزع النقاش من القضايا الجوهرية مرورا بتعطيل كل ما يمكن أن يقود إلى السلام، بحيث لا يكتفي بفرملة الجهد الأميركي،

بل وبتغييب المسار الطبيعي لأي جهد قادم ومن أي جهة كانت.‏

هكذا ببساطة تتحول القضية إلى موقف ملتبس من المساومات غير المجدية على قضية لاتحتمل أي نوع من المساومة لأنها بالأساس، ليست موضع نقاش أو تفاوض، وبإجماع يكاد أن يكون شاملا وحتى من الأميركيين، ومع ذلك كانت المتاهة التي نسجتها السياسة الإسرائيلية وبتواطؤ واضح، كان في أغلب الأحيان على شكل تثاؤب ممل في معارضة الفعل الإسرائيلي.‏

معارضة لم تتحرك بما يكفي للحد من سراديب وأفخاخ الممارسة الإسرائيلية، كما لم تكن جادة بما يكفي لردع إسرائيل فكانت الحصيلة المزيد من الإضافات على شكل ومحتوى المتاهة المتحركة باستمرار نحو نماذج أخرى من التعطيل.‏

واليوم تتحول المتاهة ذاتها إلى جحر يكاد أن يساوي في الكثير من تجلياته موقف يراد أن يكون في البازار السياسي إحدى المخارج لطريق مسدود أدمن الإسرائيليون على استحضاره مع كل جهد يلوح في الأفق، مع بعض التعديلات الشكلية التي تريد أولا وأخرا تقزيم القضية إلى حدود مشكلة بالكاد نختلف عليها، وفي بعض الأحيان نكاد أن نجمع على أنها المشكلة التي إذا ما حلت فإن ما يتبقى من القضية بعض الشكليات.‏

أليست هي سياسة التفريط حينا، وبادرات حسن النية حينا آخر وفيما تبقى مساومات بهذا القدر أو ذاك، تشهد عليها الغرف المغلقة التي يسرب بعض ما عرض فيها، والكثير مما تم قبوله خلالها؟!‏

أليست أيضا بعض من تجليات غياب الجدية في الموقف الدولي الذي طالما بنى ويبني الكثير من معطياته على تشتت الرؤية العربية وغياب الإرادة الفعلية في تحديد هوية وشكل المعضلة التي تواجه الجهد الدولي بما فيه الأميركي؟!‏

وأخيرا أليست هي بعض نتائج الصمت المريب على ما يسرب من تعهدات في تلك الغرف المغلقة، في لغة توحي بالموافقة الضمنية على بعض ما يسرب، والكثير مما يعلن ويصرح عنه، ليكون ذلك الموقف العربي في الكثير من معطياته جزءا من تلك المتاهة وبعضا من تفاصيلها؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية