| شافيز وسورية والسويداء أبجــــد هـــوز لأن أمريكا الجنوبية كانت مجرد حديقة خلفية للبيت الأبيض وكانت هناك مدرسة تدريبية تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية وخاصة حين كان بوش الأب رئيسا لها, وهذه المدرسة مختصة بتخريج الدكتاتوريين وفرق الموت, ومن يقرأ إيزابيل إللندي وماريو فاراغاس يوسا وخاصة روايتيه ليتوما في جبال الأنديز وحفلة التيس التي تجسد رعب الدكتاتوريات يخيل إليه أن قدر هذه القارة أزلي كقدر العالم العربي. خلال ربع قرن تحرر معظم القارة من قبضة الدكتاتوريات والبيت الأبيض ومنها فنزويلا, قبل شهر تخيلت شافيز يزور السويداء حين يزور سورية هذه ليست عبقرية مني بل لأني علمت أن عدداً مهماً من أركان حزبه ومستشاريه ومسؤوليه وسفرائه هم مغتربي السويداء, أدركت عندها أن هؤلاء لابد أنهم يساهمون في رسم سياساته ولم يجعلوه يحب السويداء وسورية فقط, بل يحب العرب جميعاً, وهذا يؤكد أن جاليات الاغتراب حين تنخرط بشكل منظم يمكن أن تفعل الكثير وهذا يتطلب الجهود الكبيرة من الوطن الأم لا مجرد الزيارات الشكلية. والكثير يجهل أن عدد المغتربين من أصل سوري هم أكثر من سكان سورية فأين الجهود لاستثمار وجودهم لخدمة الوطن؟ زار تشافيز السويداء ليكرم من ساهموا في مسيرته وسياساته،حكى كلاماً كبيراً عن سورية شعباً ورئيساً وعن السويداء كأصلب مدينة وعن سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى والذي قارنه ببوليفار. كقارئ للتاريخ اعتقد جازماً أن سلطان الأطرش حصّل مجده بعد النضال وليس فقط بالنضال لأنه رفض رفضاً قاطعاً أن يتسلم أي منصب بعد الاستقلال أي لم يناضل لمصلحة شخصية أو جاه ومن هنا اكتسب احتراماً إضافيا ًوهذه صوفية الوطنيين, فمن يتعظ؟
|
|