ليست مصادفة ان يأتي العالم من جهاته الاربع في مناخ خريفي ملبد بغيوم ازمات اسرته ليجتمع بدوله 192 في قمة الامم المتحدة اواخر ايلول الجاري ويلتقي في اروقة الجمعية العامة للمنظمة الدولية في لقاء تتراكم فيه المصالح او تتقارب لتجتمع خيوط المشهد في حمولة هي الاثقل على طاولة العائلة الدولية التي ترفرف اعلامها فوق المبنى الازرق للامم المتحدة في نيويورك .
هذه القمة وماسيتبعها من لقاءات وحوارات بين زعماء العالم هي رسالة من العالم لتضييق هوة الخلافات و الصراعات وصولا الى احترام ميثاق الامم المتحدة ومبادئها في الحفاظ على الامن و السلام.
عانت الامم المتحدة كثيرا من وطأة الهيمنة وترنحت من وطأة الانفراد الاميركي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
اختلال موازين القوى هذا ادى الى تصاعد الخطر الذي يهدد كيان المنظمة في ظل سيطرة واشنطن على مجلس الامن وخروجها من شرعيته بغزو واحتلال العراق وبحماية اسرائيل من الخضوع للقانون الدولي.
العالم المنهك من ازدواجية المعايير يدرك اليوم ان الامم المتحدة غير قادرة على القيام بمسؤولياتها السياسية و الاقتصادية بل حتى الانسانية باستقلالية مالم تنهض جبهة عالمية مناهضة للهيمنة و التفرد تستطيع كسر الاحادية القطبية التي قادته الى فوضى مرعبة.
دورة الجمعية العامة القادمة مناسبة لتعزيز قيام نظام دولي جديد يصون قواعد القانون الدولي ويكون الاساس الذي يحكم العلاقات ولحل الازمات المستعصية ، كالقضية الفلسطينية التي باتت رمزا لعجز الامم المتحدة عن تقديم الحلول للازمات و للقضايا المصيرية التي تهدد بالفعل السلام الاقليمي و الدولي معا.
لاشك ان قمة الأمم المتحدة تعطي فرصة عظيمة لاوباما الذي سيحضر للمرة الاولى القمة الدولية للانخراط مجددا في نسيج المجتمع الدولي الساعي لمرحلة جديدة من التطور يكون الاحتكام فيه الى ارادة جماعية ممثلة بالامم المتحدة وقيادتها وشرعيتها.