تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أنانيـــة الغـرب

على الملأ
الخميس 27-8-2009م
علي نصر الله

ونحن على أعتاب الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها في منتصف أيلول القادم جددت تقارير الأمم المتحدة تأكيدها بأن الحكومات ولاسيما في الدول الصناعية تخلفت عن تحقيق أهداف الألفية في مساعدة الدو ل الفقيرة والنامية على توفير الغذاء والخدمات الصحية والحد من الفقر.

حجم تدفق المساعدات كان أقل بمقدار 20 مليار دولار من الهدف الذي تم تحديده سنة 2005، وهذه واحدة من المفارقات التي تظهرها التقارير الأممية التي تشير أيضاً إلى أن الدول الأكثر فقراً هي بحاجة إلى معونات عاجلة خلال العامين القادمين تقدر ب 300 ملياردولار .‏

لاشك أنها أرقام فلكية ، فهل يمكن كسرها أو تحقيقها بتعليق الآمال على مجموعة العشرين أو مجموعة الثماني ؟؟‏

ربما يعقد البعض آمالاً على الغرب ومساعداته لكن الوقائع تقول قولاً آخر يلاقي صدى كلمات أنجيلا ميركل التي أطلقتها عشية تفجر أزمة الغذاء العالمية العام الماضي في الإعلان ليس عن العجز وإنما عن النظرة الفوقية التي تكشف بدورها أنانية المجتمع الغربي.‏

«إن اعتياد شعوب آسيوية في الهند والصين وغيرهما على تناول كوب من الحليب صباحاً من شأنه أن يقلص حصة الشعوب الأوروبية من الغذاء .... وعليهم أن يقلعوا عن هذه العادة» تقول ميركل !!‏

وبعد .. هناك من ينتظر من الدول الصناعية أن تفي بالتزاماتها من أجل تحسين إنتاج الغذاء العالمي!!‏

الأمم المتحدة أيضاً تطرح في تقرير آخر لها مفارقة تعزز هذا الاعتقاد عندما تؤكد أنه يمكن بالتقنيات المتاحة أن يتم توفير الغذاء لما يعادل 12 مليار إنسان لكنها تقول: نحن اليوم ستة مليارات ومع ذلك هناك 800 مليون إنسان يعانون الجوع؟!‏

لماذا.. لأن الدول الصناعية لا تكتفي بالتقاعس عن أداء دورها في تحقيق التنمية وصيانة الأمن الغذائي العالمي، وإنما تعبث مع الطبيعة وتتسبب في خلق أزمات متجددة تتدهور معها موارد الطبيعة، ثم تتقاعس ثانية عن الالتزام بدورها في معالجة هذه الأزمات.‏

الاحتباس الحراري (الدفيئة) وتصحر مئة مليون هكتار سنوياً وتراجع الموارد المائية والإفراط في استخدام الأسمدة والكيماويات واستنزاف النفط ومصادر الطاقة أليست عوامل وظواهر من نتاج المجتمع الصناعي الغربي تدفع أثمانها الدول الفقيرة والنامية؟!‏

هذه الدول تقف اليوم أمام تحديات كبيرة عليها أن تواجهها بالاعتماد على الذات والعودة إلى الطبيعة وجعل الاستثمار الزراعي أولوية تتقدم على سواها من الأولويات لتوفير الحبوب والغذاء الذي يعد أحد أهم مقومات الاستقلال الوطني، وأحد أهم عوامل النهوض والتنمية، على أن ذلك لا يسقط عنها واجب التعاون والتضامن لممارسة أقصى الضغوط الممكنة على الدول الصناعية عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحملها على أداء واجبها والوفاء بالتزاماتها القانونية والمادية وتقليص حجم نشاطاتها التي تضر بالبيئة والموارد الطبيعية. ali.na-66@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1434
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1519
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية