| السُّبات العربي والإسلامي معاً على الطريق بعدم التدخين وتناول الطعام وشرب الماء خلال شهر رمضان احتراماً لمشاعر الفلسطينيين ! والثاني انطلق من صحيفة (أفتونبلاديت) السويدية واسعة الانتشار أن الجنود الصهاينة يقطعون الأعضاء البشرية للقتلى الفلسطينيين ويتاجرون بها . للوهلة الأولى يخيَّل للمرء أنهما خبران متناقضان بيد أن إعلان احترام الصيام منذ البدء يتناقض مع الجدار العازل الذي وضع الفلسطينيين في سجن جماعي فضلاً عن الحصار المحكم المفروض على قطاع غزة بهدف إيقاع الفلسطينيين بالموت البطيء .. جاء بعد أن أخذت بعض الأصوات في الغرب ترتفع بما فيها بعض حاخامات اليهود في الخارج والداخل وبعض من صحت ضمائرهم من العسكريين الإسرائيليين تتهم الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية جاء هذا الإعلان خطوة حضارية في ظاهره وهو في حقيقته قنبلة دخانية يتسللون عبرها لتغطية جرائمهم البشعة في تهديد حياة الفلسطينيين وحرمانهم من حق العيش في ديارهم بتهديمها وتهديم البنية التحتية عموماً وحرق الأشجار .. أما الصحيفة السويدية فقد أثارت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل واتهمتها ـ لأول وهلة ـ بالعداء للسامية , ورغم أن الصحيفة قدمت عدداً من الأدلة الدامغة أخذت إسرائيل تطالبها وتطالب الحكومة السويدية بالاعتذار بل بالإدانة كما يقول (نتنياهو) ويعلن مسؤول صهيوني آخر أن زيارة أي مسؤول رسمي سويدي ستكون (غير مرغوب فيها) أما نحن (عرباً ومسلمين ـ مصالحين ومطبّعين وساعين إلى التطبيع) وخاصة من لبسوا أثواب (ملكيين أكثر من الملك) بتنا لانخجل من أنفسنا عندما يتبنى قضايانا (الغرباء) وبتنا تتناهبنا الانشقاقات والخلافات الدامية، ساعة بساعة بالخرائب والقتلى والجرحى بالمئات حتى أصبحت دلالات بعض الكلمات في قاموسنا مثل (الذلّ) و(الهوان) و(الخزي) و(العار) وكلمات أخرى مثل (الأمل) و(الطموح) و(الكرامة) شوهاء أو كأنها تحمل معاني معكوسة . واختلط علينا الزمن إلا من (اللحظة الراهنة) التي غدت راهنيتها نوعاً من (السُّبات) الدائم الذي يفقد فيه الإنسان وعيه وأحاسيسه وهو عند السلاحف والثعابين والقنافذ سُبات شتوي محصور في فصل الشتاء بعد أن تخزن قوتها في بطونها . ومازلنا في دولنا العربية والإسلامية (غنية ونامية وفقيرة) نحارب على جبهة أخرى أشد ضراوة في تأمين لقمة العيش حتى بتنا ناساً كالقوارض من جُرذ وفئران وجنادب ، وناساً مثل (حيّة) موسى التي خرجت من عصاه يبتلعون كل شيء , وبدا واحدنا كالشاتم نفسه أو كالصارخ في هوج الرياح لايكاد يسمع نفسه . وخَبِلنا خَبالاً أن إسرائيل تعيش بشكل أوبآخر على حسابنا وحساب تخاذلنا وأصبحنا كمن يخبئ الأفعى في (عبّه) ساهياً أنها ستلدغه ذات ساعة ، بتنا (لامبالين) مثل (تنابل) السلطان الذين جمعهم في (قاووش) علّهم يتحركون فمدوا أرجلهم وتراخوا حتى أُحرقت من حولهم كمياتٌ من التبن اقتلعهم دخانُها الذي ملأ صدورهم وكاد يودي بحياتهم .
|
|