تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السُّبات العربي والإسلامي

معاً على الطريق
الخميس27-8-2009م
عبد النبي حجازي

تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبرين: أحدهما أن إيهود باراك وزير دفاع الكيان الصهيوني وغابي اشكنازي رئيس الأركان أصدرا تعليمات للجنود الذين يحرسون المداخل والبوابات في الجدار العازل

بعدم التدخين وتناول الطعام وشرب الماء خلال شهر رمضان احتراماً لمشاعر الفلسطينيين ! والثاني انطلق من صحيفة (أفتونبلاديت) السويدية واسعة الانتشار أن الجنود الصهاينة يقطعون الأعضاء البشرية للقتلى الفلسطينيين ويتاجرون بها .‏

للوهلة الأولى يخيَّل للمرء أنهما خبران متناقضان بيد أن إعلان احترام الصيام منذ البدء يتناقض مع الجدار العازل الذي وضع الفلسطينيين في سجن جماعي فضلاً عن الحصار المحكم المفروض على قطاع غزة بهدف إيقاع الفلسطينيين بالموت البطيء .. جاء بعد أن أخذت بعض الأصوات في الغرب ترتفع بما فيها بعض حاخامات اليهود في الخارج والداخل وبعض من صحت ضمائرهم من العسكريين الإسرائيليين تتهم الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية جاء هذا الإعلان خطوة حضارية في ظاهره وهو في حقيقته قنبلة دخانية يتسللون عبرها لتغطية جرائمهم البشعة في تهديد حياة الفلسطينيين وحرمانهم من حق العيش في ديارهم بتهديمها وتهديم البنية التحتية عموماً وحرق الأشجار .. أما الصحيفة السويدية فقد أثارت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل واتهمتها ـ لأول وهلة ـ بالعداء للسامية , ورغم أن الصحيفة قدمت عدداً من الأدلة الدامغة أخذت إسرائيل تطالبها وتطالب الحكومة السويدية بالاعتذار بل بالإدانة كما يقول (نتنياهو) ويعلن مسؤول صهيوني آخر أن زيارة أي مسؤول رسمي سويدي ستكون (غير مرغوب فيها)‏

أما نحن (عرباً ومسلمين ـ مصالحين ومطبّعين وساعين إلى التطبيع) وخاصة من لبسوا أثواب (ملكيين أكثر من الملك) بتنا لانخجل من أنفسنا عندما يتبنى قضايانا (الغرباء) وبتنا تتناهبنا الانشقاقات والخلافات الدامية، ساعة بساعة بالخرائب والقتلى والجرحى بالمئات حتى أصبحت دلالات بعض الكلمات في قاموسنا مثل (الذلّ) و(الهوان) و(الخزي) و(العار) وكلمات أخرى مثل (الأمل) و(الطموح) و(الكرامة) شوهاء أو كأنها تحمل معاني معكوسة . واختلط علينا الزمن إلا من (اللحظة الراهنة) التي غدت راهنيتها نوعاً من (السُّبات) الدائم الذي يفقد فيه الإنسان وعيه وأحاسيسه وهو عند السلاحف والثعابين والقنافذ سُبات شتوي محصور في فصل الشتاء بعد أن تخزن قوتها في بطونها . ومازلنا في دولنا العربية والإسلامية (غنية ونامية وفقيرة) نحارب على جبهة أخرى أشد ضراوة في تأمين لقمة العيش حتى بتنا ناساً كالقوارض من جُرذ وفئران وجنادب ، وناساً مثل (حيّة) موسى التي خرجت من عصاه يبتلعون كل شيء , وبدا واحدنا كالشاتم نفسه أو كالصارخ في هوج الرياح لايكاد يسمع نفسه .‏

وخَبِلنا خَبالاً أن إسرائيل تعيش بشكل أوبآخر على حسابنا وحساب تخاذلنا وأصبحنا كمن يخبئ الأفعى في (عبّه) ساهياً أنها ستلدغه ذات ساعة ، بتنا (لامبالين) مثل (تنابل) السلطان الذين جمعهم في (قاووش) علّهم يتحركون فمدوا أرجلهم وتراخوا حتى أُحرقت من حولهم كمياتٌ من التبن اقتلعهم دخانُها الذي ملأ صدورهم وكاد يودي بحياتهم .‏

anhijazi@gmail.com

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 27/08/2009 01:37

ينتظرون مصير منطقتهم العربية من إسرائيل لامن أنفسهم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2149
القراءات: 1087
القراءات: 1096
القراءات: 1085
القراءات: 1288
القراءات: 1112
القراءات: 1048
القراءات: 1333
القراءات: 1300
القراءات: 1153
القراءات: 1683
القراءات: 1209
القراءات: 1771
القراءات: 1252
القراءات: 1207
القراءات: 1309
القراءات: 1246
القراءات: 1329
القراءات: 1313
القراءات: 1323
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1486
القراءات: 1403
القراءات: 1835

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية