تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عواصـــف العـــــراق

الافتتاحية
الخميس 27-8-2009م
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

إذا كانت القوى المعادية للقاء السوري العراقي بكل ما يعنيه آنياً ومستقبلياً قد استطاعت أن تحقق هدفاً لها شكل خرقاً فعلياً وخطيراً

فإن على القوى المؤيدة لهذا اللقاء الساعية له العارفة بما يعنيه الآن وغداً على صعيد البلدين وإقليمياً وعروبياً, ألا تسهل لهذا الخرق أن يمضي عميقاً في بناء العلاقات بين البلدين.‏

في العالم.. في المنطقة.. في العراق.. ثمة قوى قوية ترفض بشدة هذا اللقاء الآن وماضياً بعيداً في التاريخ.‏

لماذا..؟!‏

لشدة أهميته ومقدرته على مواجهة تحديات تواجه البلدين والعرب والمنطقة.. ولقد انتبهت هذه القوى إلى الحماسة الموضوعية التي أظهرتها حكومتا البلدين لتنمية علاقاتهما.. فلجأت إلى هذا الأسلوب الذي يبطئ الخطا لكنه لا يحول دون اللقاء بفعل الحتمية التاريخية.‏

هم.. هم.. أصحاب الأسلوب ذاته الذين اعتمدوا الاتهامات الموظفة بعيداً عن أي أدلة.. بل الرافضة لأي أدلة، لأن أصحابها يريدون نتائج الاتهام وليس الحقيقة.. تماماً كما حصل في لبنان.. جانبوا الحقيقة وتستروا على الجريمة والمجرمين كي تتهم سورية.‏

إن الحكومة العراقية باتهامها أشخاصاً يقيمون على الأراضي السورية بعيداً عن حوار الأدلة والقرائن.. إنما ترتكب خطأ جنائياً خطيراً إذ تنحى بالتهمة عن المجرمين الحقيقيين بما يشكل لهم غطاء يسهل استمرارهم في إرهابهم المجرم.‏

هل استجابت سورية لطلب الحكومة العراقية لتنمية العلاقات بينهما وسعت إلى ذلك بجهود فعلية لأنها لا تهتم بأمن واستقرار العراق والشعب الشقيق فيه؟!‏

هل يمكن لنا ونحن الذين نسجل فرحنا باللقاء وتفاؤلنا بمستقبل له يتجاوز حتى حدود البلدين، أن نسمح لمن يستخدم الإرهاب للطعن بهذا اللقاء أن يقيم على أرضنا أو يعبر حدودنا إلى العراق؟!.‏

لماذا؟! وما مصلحتنا في ذلك؟!‏

في مرة سابقة قلت من هذا الموقع: فتش عن أصحاب المصلحة في عدم استقرار العراق وعدم انسحاب قوات الاحتلال منه ونضيف لهم اليوم أولئك الذين يعنيهم كثيراً إحباط اللقاء السوري العراقي.‏

الوجوه نفسها.. الطريقة نفسها.. التعابير نفسها.. كأنهم لم يعتذروا في مرة سابقة عما ذكروه بحق سورية.‏

السيد نوري المالكي يؤكد أن التمحور والاختلاف السياسي كان سبباً في هذه التفجيرات.‏

القوى السياسية العراقية تتبادل الاتهامات.‏

القاعدة تعلن مسؤوليتها..‏

جهة تعلن مسؤوليتها وأخرى تتنصل..‏

ثمة إحراج يواجه الحكومة .. ونحن نقدّر ذلك.. لكن ما أقدمت عليه سيزيد في إحراجها لأنها لجأت إلى الطرق على الموقع الذي يدعم قوتها..؟! وقد تكون بذلك قوّت من موقف الكثير من خصومها؟!‏

نحن نرى أن الفرصة قائمة لعدم المضي بعيداً في التصعيد والعدول عنه إلى التهدئة وتصحيح الأمور وتسميتها بمسمياتها وعدم الرضوخ لضغوط الجهات المعادية تحديداً للقاء السوري العراقي.‏

في مرة سابقة تحدثنا عن تنابذ قوى يمتد من واشنطن إلى بغداد حول الانسحاب الأميركي.. فهناك من يريد تصوير العراق أضعف من إمكانية إدارة شؤونه، وهناك من يرفض تطوير علاقته مع سورية.‏

سورية بلد سيد وحكومة مركزية وقرار واحد ورؤية واحدة.. تمد يدها للدول الشقيقة والأجنبية من البوابة الرسمية المفتوحة.. ولا تقبل أن تخضع لابتزازات قوى في هذه الدولة أو تلك لحكومتها.‏

نحن نتعامل مع حكومة العراق وليس مع مجموعة قوى سياسية مشتتة على أبواب انتخابات.. على هذا الأساس كان استقبال السيد المالكي منذ أيام وكان التفاؤل وكان الوعد.. وما زلنا عند وعدنا ومتفائلين.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 27/08/2009 04:16

نحن نتعامل مع حكومة تحت الإحتلال, فكيف والأمر أنها راضية بالإحتلال,ونخبها النافذة مستعدة لإطالة العنف فوق أهلها لتبقى ذريعة لبقاء الإحتلال؟!..بهكذا مشهد مؤلم على سورية العربية الصبر واحتمال الضيم من الأخ والشقيق, وهذا قدرنا, فأشقاؤنا في العراق لايملكون اليوم صلاحية أنفسهم ولااستقلالا بأنفسهم, وبالتالي وفي أحسن الأحوال سيكونون مع شقيقتهم سورية بتقارب تكتيكي, ثم تنافر تكتيكي, وحسب ماتقتضيه توصيات الإحتلال, فمازال الوقت مبكرا على أشقائنا العرب أن يلاقوا شقيقتهم سورية العربية في علاقات استراتيجية وليس مرحلية.

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 27/08/2009 09:48

المصالح المختلفة للدول تخلق صراع بينها. هناك صراع داخلي خارجي وتنافس دولي بين أصحاب القوة و النفوذ وكذلك السيطرة بما فيه اقتسام ثروات العراق النفطية وللأسف نحن الآن كأمة غير قادرين على ضبط الحركة الإستراتيجية في المنطقة مع المصالح الأمريكية . سوريا حريصة على مصالح المواطنين العراقيين و وحدة أرضه وشعبه ونحن في سوريا نقرن القول بالفعل و أعمى من لايرى ذلك . التاريخ سيبقى بحركة دائمة إلى الأمام وسيحاسب كل من تخاذل بقضيته .

وفيق عدس بحامض ، الضيعة  |  امريكا غير راضية عما فعلته حكومة المالكي المتهورة | 27/08/2009 11:26

لقد ولى الزمن يا عم اسعد الذي كانت فيه سوريا تحتاج الى العراق سواء السياسي منها او الاقتصادي ، حكومة العراق الاميريكية (امريكا ) بحاجة الى سوريا ودورها البناء في استقرار المنطقة اكثر من اي وقت مضى ، بحيث لا اشك بانه قريبا وقريبا جدا سوف تستجدي حكومة المالكي سوريا من اجل اعادة سفيرها الى العراق او عودة السفير العراقي الى دمشق .. لطالما المحتل الاميريكي اعرب عن عدم رضاه عما جرى من تسرع عراقي في استدعاء سفيره في دمشق . اخيرا لولا سوريا ومواقفها لما كان هناك الان عراق موحد ، سوريا تحملت الكثير يا سيد مالكي من اجل العراق ، وهي لاتستحق مثل تلك الاتهامات المغرضة والرخيصة وان كان بشكل مبطن . متى ندرس ونتعلم التاريخ جيدا لطالما لا تريد اسرائيل التقاء هذان العملاقان . لكن السؤال هو ؟ هل تقف اسرائيل (التي تملك كنتون في شمال العراق) وراء تلك التفجيرات الارهابية وما غرضها من ذلك ، وهل يملك السيد المالكي الجرأة الكافية لاتهام اسرائيل بهذا الارهاب الواضح الاهداف بدل الغمز واللمز .

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 27/08/2009 14:46

عجبا ما رايت وما سمعت !!!!!!!!!!! هل ينبغي على سوريا ان تدفع ثمن التشرذم والاختلاف وهل يجب ان تكون سوريا مكسر عصا لهؤلاء شذاذ الافاق القادمين على ظهور الدبابات والطائرات ؟ اما يكفي سوريا ما نالتة من النظام السابق حتى يأ تي الدباغ وغيرة على اتهام سوريا بالباطل ام ان هناك من لا يريد الخير لهذا البلد . بالامس لبنان واليوم العراق وغدا لا ندري اين!!!!!

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 29/08/2009 11:31

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : العراق الجرح النازف في جسد الأمة ، ماذا أصاب مسؤوليه ؟ وبهذا أقول : 1 - هل يلزم القول بأن التاريخ بحاجة لتكرار نفسه ؟ في عام 1979م ، وبُعيد توقيع الميثاق القومي المشترك بين سورية والعراق افتعلت القيادة العراقية وقتذاك قضية لوأد ذاك الاتفاق الاستراتيجي في مهده ، وكان لها ولمن أربكه ذاك الاتفاق ما أرادوا ! 2 - متى يعرف الأشقاء العراقيون بأن أمن العراق هو من أمن سورية ؟ وأن أمن العراق هو خط أحمر بالنسبة لسورية ؟ 3 - على الحكومة العراقية قبل تحميل المسؤولية للآخرين أن تصحح الأخطاء التي أرتكبتها بحق شريحة كبيرة من الأشقاء العراقيين ؛ فمن حلّ الجيش ، وحلّ حزب البعث ، ومعاملة الناس على أساس (ابن ستّ وابن جارية) ، وامتهان كرامة وأعراض العراقيين في السجون السرية وغير السرية ، واستبعاد فئات لها وجودها من الحياة السياسية ، والمهجّرين قسراً من العراق !

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية