تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قناع من نعال

السبت 23-3-2013
أحمد عرابي بعاج

ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية وقف ما يجري في سورية من أحداث الآن إلا إذا كان الاتجاه يجري إلى غير مصلحة حليفها الأساسي..

وربما الوحيد في المنطقة (الكيان الصهيوني)، لأن البقية ممن يتوهمون أنهم حلفاء الأميركان ليسوا إلا أدوات، وإلا فالأمر لديها يعتبر فرصة لإضعاف دولة مقاومة مع فرصة أخرى للتخلص من إرهابيي القاعدة المتشددين الذين سهلت لهم سبل الوصول إلى سورية من سجون أوروبا.‏

ولذلك كلما كان الواقع الميداني على الأرض لمصلحة سورية وجيشها واقتربت فرص الحل السياسي، نجد تصعيداً غير مسبوق وعلى مختلف الجبهات، السياسية والإعلامية والدبلوماسية وقبل ذلك وبعده الإرهابية طبعاً.‏

وبالمعنى الواقعي فإن رغبات وتصريحات دول الاستعمار السابق فرنسا وبريطانيا بزيادة التسليح للإرهابيين ليست جديدة، فالتسليح لم يتوقف، إلا أن ذلك وإن كان يمثل بالنسبة لكليهما منبراً يقول نحن هنا، وهما حليفتا الولايات المتحدة الأساسيتان في أوروبا اللتان تنفذان ما يطلب منهما بدقة متناهية وتتحركان كعقارب الساعة، فإنه في نهاية الأمر وعبر حديثهما المتزايد وحماسهما في التسليح أدى الى اقتراف الإرهابيين تلك الجريمة المروعة بالمواد الكيماوية، حين أتت إشارات واضحة بأن التسليح يفتح في الوقت ذاته الطريق على نحو غير مسبوق في الإجرام!!‏

وما تريده تلك الدولتان العتيقتان في الأطماع والاستعمار أن تجدا لنفسيهما مكاناً في العربة الخلفية لقاطرة التفاهم المحتمل بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى أنهما تنفذان جزءاً من دور مطلوب منهما في هذه المرحلة مثلما هو مطلوب من غيرهما في دول ليس لديها من العروبة شيء سوى التسمية فقط، فالأدوار المعروفة تاريخياً لبعض تلك الدول باتت الآن مكشوفة ولم يعد هناك ضرورة للعب من تحت الطاولة، فقد خلعت تلك الدول قناع النعال الذي تضعه على وجهها منذ عقود طويلة، وبدأت تنفذ سياسة العداء المعلن والمكشوف والمطلوب أميركياً أيضاً.‏

وقد ساعد على تلك السياسة المكشوفة الطرح المشبع برائحة الغاز في مجلس الجامعة العربية والذي سمح بخلع قناع النعال، حيث اعتبر هذا المنحى بأنه إيذان أميركي بدور آخر قادم، على الأدوات العربية والأوروبية أن تنفذه الآن وعلى المايسترو الأميركي أن يضبط الإيقاع كيفما شاء وحسب مصالحه، وما على الأدوات سوى السمع والطاعة.‏

والسيد الأميركي من خلال تشجيع دخول إرهابيين دربتهم مخابراته في الأردن والثناء على خطوات رفع الحظر على السلاح من أوروبا والصمت على التمويل والتدريب من دولة الغاز والجارة العثمانية الذي كان يقصد منه رفع سقف التفاوض القادم مع سورية التي باتت قريبة من نصر تاريخي يتيح لها أن تفرض شروط التفاوض مع الراغب بلعب دور سياسي سلمي قادم من خلال البرنامج السياسي وما ينتج عنه من حوار لاشك آت، كل ذلك يفتح الباب على حقائق جديدة بأن ما يجري وما جرى من إرهاب ليس خارج نطاق الرغبة الأميركية بالتأكيد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1741
القراءات: 1815
القراءات: 1858
القراءات: 2126
القراءات: 1988
القراءات: 1996
القراءات: 1938
القراءات: 2038
القراءات: 1998
القراءات: 2259
القراءات: 2101
القراءات: 2130
القراءات: 2129
القراءات: 2236
القراءات: 2284
القراءات: 2266
القراءات: 2412
القراءات: 2501
القراءات: 2347
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2452
القراءات: 2440
القراءات: 2540

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية