وربما الوحيد في المنطقة (الكيان الصهيوني)، لأن البقية ممن يتوهمون أنهم حلفاء الأميركان ليسوا إلا أدوات، وإلا فالأمر لديها يعتبر فرصة لإضعاف دولة مقاومة مع فرصة أخرى للتخلص من إرهابيي القاعدة المتشددين الذين سهلت لهم سبل الوصول إلى سورية من سجون أوروبا.
ولذلك كلما كان الواقع الميداني على الأرض لمصلحة سورية وجيشها واقتربت فرص الحل السياسي، نجد تصعيداً غير مسبوق وعلى مختلف الجبهات، السياسية والإعلامية والدبلوماسية وقبل ذلك وبعده الإرهابية طبعاً.
وبالمعنى الواقعي فإن رغبات وتصريحات دول الاستعمار السابق فرنسا وبريطانيا بزيادة التسليح للإرهابيين ليست جديدة، فالتسليح لم يتوقف، إلا أن ذلك وإن كان يمثل بالنسبة لكليهما منبراً يقول نحن هنا، وهما حليفتا الولايات المتحدة الأساسيتان في أوروبا اللتان تنفذان ما يطلب منهما بدقة متناهية وتتحركان كعقارب الساعة، فإنه في نهاية الأمر وعبر حديثهما المتزايد وحماسهما في التسليح أدى الى اقتراف الإرهابيين تلك الجريمة المروعة بالمواد الكيماوية، حين أتت إشارات واضحة بأن التسليح يفتح في الوقت ذاته الطريق على نحو غير مسبوق في الإجرام!!
وما تريده تلك الدولتان العتيقتان في الأطماع والاستعمار أن تجدا لنفسيهما مكاناً في العربة الخلفية لقاطرة التفاهم المحتمل بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى أنهما تنفذان جزءاً من دور مطلوب منهما في هذه المرحلة مثلما هو مطلوب من غيرهما في دول ليس لديها من العروبة شيء سوى التسمية فقط، فالأدوار المعروفة تاريخياً لبعض تلك الدول باتت الآن مكشوفة ولم يعد هناك ضرورة للعب من تحت الطاولة، فقد خلعت تلك الدول قناع النعال الذي تضعه على وجهها منذ عقود طويلة، وبدأت تنفذ سياسة العداء المعلن والمكشوف والمطلوب أميركياً أيضاً.
وقد ساعد على تلك السياسة المكشوفة الطرح المشبع برائحة الغاز في مجلس الجامعة العربية والذي سمح بخلع قناع النعال، حيث اعتبر هذا المنحى بأنه إيذان أميركي بدور آخر قادم، على الأدوات العربية والأوروبية أن تنفذه الآن وعلى المايسترو الأميركي أن يضبط الإيقاع كيفما شاء وحسب مصالحه، وما على الأدوات سوى السمع والطاعة.
والسيد الأميركي من خلال تشجيع دخول إرهابيين دربتهم مخابراته في الأردن والثناء على خطوات رفع الحظر على السلاح من أوروبا والصمت على التمويل والتدريب من دولة الغاز والجارة العثمانية الذي كان يقصد منه رفع سقف التفاوض القادم مع سورية التي باتت قريبة من نصر تاريخي يتيح لها أن تفرض شروط التفاوض مع الراغب بلعب دور سياسي سلمي قادم من خلال البرنامج السياسي وما ينتج عنه من حوار لاشك آت، كل ذلك يفتح الباب على حقائق جديدة بأن ما يجري وما جرى من إرهاب ليس خارج نطاق الرغبة الأميركية بالتأكيد.