عامان مضيا والعهر والنفاق والكذب والتلفيق على كل لسان في بلاط ملوك الخليج ووسائل إعلامهم الماسونية.
عامان مضيا والحكومات الخليجية تنهش بالعروبة والاسلام تشويهاً واضعافاً وتمزيقاً، حتى صار لدى العرب والمسلمين قناعة راسخة بأنه لو اجتمع العالم؛ ولو خطط واشتغل مئة عام لتوجيه ما وجهته هذه الحكومات من اساءات وتشويه متعمد للعروبة والاسلام في عامين؛ لما تمكن ربما من فعل ما فعله الخليجيون في العروبة والاسلام بمالهم النفطي القذر وفكرهم الظلامي التكفيري!.
باغتيال العلامة صاحب السماحة شيخ بلاد الشام الدكتور البوطي داخل المسجد، ربما يكون الارهابيون التكفيريون الذين تمولهم وتسلحهم وتحتضنهم السعودية وقطر وأخواتهما في الخليج وتركيا والغرب المتصهين واسرائيل والولايات المتحدة قد ارتكبوا كل الموبقات؛ وتجاوزوا كل الخطوط التي لا يجوز للمسلمين والدعاة ومريديهم، قبل الحكومات العربية والاسلامية السكوت على ما جرى، بل إن اللوذ بالصمت يعد مشاركة بالجريمة، ويعد موافقة من قبل الجميع على ما تقوم به السلفية والوهابية من فعل التشويه والاساءة التي بلغت حدودها القصوى.
من واجبنا أن ننتصر لسورية الدولة والوطن والشعب الذي يحمل الأعباء عن الأمة كلها؛ غير أننا لا نقول ما نقول الآن انتصاراً لسورية فقط، بل للأمة جمعاء، للعروبة والاسلام على حد سواء.
من واجبنا أن ندافع عن سورية "الأبجدية الأولى ووطن التسامح والتعددية والعيش المشترك،والنموذج في المحبة والاخاء والاعتدال والوسطية" الا أننا اليوم، وبعد الجريمة النكراء المرتكبة بحق الشيخ البوطي أحد أعلام الاسلام الحقيقي، نجد أن من واجب المسلمين على امتداد العالم تحمل مسؤولياتهم في حماية الاسلام من خطر الفكر التكفيري الذي تغذيه مملكة آل سعود.
نقول صادقين: لا نريد لأحد؛ ولا نطلب من أحد؛ أن يقوم بما ينبغي علينا القيام به لجهة الدفاع عن سورية وحمايتها وتطهيرها من رجس الارهاب والفكر التكفيري، وحسبنا اجتماع مداد علمائنا ودماء شهدائنا واجماع شعبنا على الوقوف في مواجهة الهجمة الشرسة حتى تحقيق النصر الذي يصنع في هذه الأثناء على أرض سورية المقدسة، غير أننا نطالب البقية الباقية من الأمة أن تقاوم "بأضعف الايمان" وألا تخضع لأئمة الكفر وشيوخ الناتو، وألا تضعف أمام التهديد بالقتل والاقصاء، أو أمام الترغيب بالدينار والدولار، وأن تقول كلمتها، وأن تدفع الأكثرية في أمتنا وأوطاننا لتقول كلمتها التي ستكون دون أدنى ريب الكلمة الفصل التي تضع حداً لكل الأفاقين المارقين المتجاوزين على الاسلام والرسالات السماوية السمحاء.