| إنهم يبيعون القد س بيروت ما إن وصل المتروبوليت إيرينوس الى كرسي القدس في 13 آب 2001 حتى سمى نفسه إيرينوس الأول , وأتمنى أن يكون الأخير , بعد أن فاز على مطرانة يونانيين مثله يتحكمون بمستقبل وتراث وأوقاف مئتي ألف أرثوذكسي في فلسطين والأردن, يتبعون بطريركية القدس للروم الأرثوذكس . حملة علاقات عامة بدأت فور انتخاب إيرينوس خلفاً لذيذوروس , خاضتها الصحف الإسرائيلية لتضفي على البطريرك الجديد طابع العداء لإسرائيل والاقتراب من السلطة الفلسطينية كي يمر انتخابه دون قلاقل بعد تململ الأرثوذكس العرب , الذين لم يتمثلوا بين المرشحين إلا بعربي واحد هو المطران سلفستروس الفار فيما كان بقية المرشحين الخمسة عشر يونانيين , وما إن تمكن إيرينوس من كرسيه حتى حاول الإطاحة بالأب عطا الله حنا الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية عقاباً على مواقفه المعروفة . وكي يكتمل النقل بالزعرور جاء البطريرك الجديد بشاب يوناني يدعى نيكولاس بابا ديميس كمساعد له , واسم الدلع ( نيكو ) وعينه أميناً لصندوق الكنيسة ولم يتجاوز عمره الثانية والثلاثين عاماً , والأنكى أن الصحف اليونانية اعتبرت الأمر فضيحة وانتقدت البطريرك , فبابا ديميس مدان بتجارة المخدرات ومحكوم بالسجن 15 عاماً وبالعمالة للموساد ويعيش مع زوجته كاترينا حياة ترخنة وفشخرة وبذخ في القدس , وسراديبه تتصل بصالونات وأقبية مسؤولين إسرائيليين بينهم بعض حاشية شارون نفسه , وعقد تحت سمع البطريرك ونظره وعكازه وصولجانه صفقة مع الجيش الإسرائيلي حين أجره أرضاً على مدخل بيت لحم الشمالي لإقامة حاجز اسمه ( الحاجز 300) ,والأشد نكاية أن عقد الإيجار رتبه وضبطه محامي الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية جلعاد شير , ما غيره ( !!!) , الذي كان مدير مكتب إيهود باراك والمفاوض في كامب ديفيد مع الفلسطينيين, والذي حولت له وزارة الدفاع على الصفقة إياها 200 ألف دولار. وأيضاً أصدرت النيابة العامة اليونانية منذ يومين مذكرة توقيف أوروبية بحق بابا ديميس وكاترينا بتهمة اختلاس 600 ألف يورو من صندوق البطريركية خلال الصيف والخريف الماضيين . الأسبوع الفائت كشفت صحيفة معاريف أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القدس باعت شارعاً بأمه وأبيه وأخته وحوانيته وفنادقه يمتد من باب الخليل وحتى السوق العربي في القدس القديمة ويقع فيه ميدان الفاروق عمر الى متمولين يهود, وتشمل الصفقة 15 دونماً و15 محلاً بما فيها فندق أمبريال الشهير الذي بني 1898 وفندق بترا, وتأجير 32 دونماً لألف عام, والذي يقف خلف هذه السرقة بابا ديميس نفسه . الآن وصلنا الى الجد, فالخبرية أكبر من أن تحتمل , حيث سكت البعض طويلاً عن بيع أراضي المسيحيين وأوقافهم لليهود تسللاً أو على عينك يا تاجر .. البندقية , فيما العرب الرسميون ساكتون , خرس , أو أنهم والغون ببيع أو تأجير الأرض التي لم يتمكن اليهود من احتلالها بالقوة . لقد فرط الإكليروس اليوناني المتحكم بالأرثوذكس العرب بآلاف الدونمات منذ مئة عام وحتى اليوم, فأرض الكنيست الإسرائيلي وبيت رئيس الدولة وبيت آرييل شارون وجبل أبو غنيم ( 70كم2 ) فقط لا غير , كي يبني حي هار حوما , وأحياء في القدس ودير مار يوحنا المجاور لكنيسة القيامة, وقبلها مدرسة (شنلر ) التي تعود الى أواسط القرن التاسع عشر , بيعت أو أجرت ل¯ 99 عاماً أو ل¯ 999 عاماً , وكأنه لا يكفي اعتداء الإسرائيليين على الكنائس منذ عام 1967 بما فيها كنيسة القيامة وكنيسة المهد , ومصادرة أراضي أحياء المصلبة والقطمون وكرم الرهبان في القدس . لم يعد الوضع محتملاً , فالمسيحيون العرب يهاجرون من مدينتهم , فقد تناقص العدد بشكل هائل منذ عام 1967 , ومن بقي مشمئز اً من سيطرة الرهبان اليونان على مقدرات الكنيسة المقدسية العربية تحت وطأة قانون يعود الى مئات السنين , وفي كل مرة يذهب بطريرك عاشق ويجيء معشوق فيبيع الأرض لليهود وكأنه يبيع أرضاً ورثها من أجداده في كريت . أما البطريرك إيرينوس الذي سمع صراخ المسيحيين المقدسيين في وجهه فهو ليس بريئاً من دم الصديق , حيث كان عند كاتب عدل إسرائيلي في أيار 2004 ووقع على توكيل للمدعو ( نيكو ) المسؤول المالي .. طبعاً . وها هو يحاول النفاذ بجلده وإلقاء التبعة على بابا ديميس . في المسيحية الراعي الصالح لا يسمح للذئب أن يفتك بالرعية , فكيف يجيء بتجار المخدرات والسراق الى كنيسة الله والمؤمنين ?!! كفى يا عرب .. والله إن مظفر النواب يملك الحق كله ..فيكم .
|
|