ولم يخطر له , بالطبع انه بذلك يفتح باب جهنم على الشاعر السوري الذي أراد تكريمه .لقد أغاظ هذا الاهداء سكرتير تحرير صحيفة خاصة تصدر في دمشق , فشن حملة شرسة على اسماعيل , وصلت الى تشويه قصيدة جميلة له , ثم وضعها تحت العنوان المكرور ( مختارات من الشعر الردىء).
وما يفسر شراسة هذه الحملة, هو ان السكرتير يصر على وصف نفسه بالشاعر , علما ان احدا لم يقرأ له جملة شعرية واحدة , هذا بالاضافة الى تجربته الصحفية (الغنية) والتي قوامها اربع مقالات , تسبب آخرها في طرده من جريدة عمل بها سابقا , يوم كتب تحقيقا ( مستندا الى شهود عيان) عن العفاريت والجن الذين خرجوا من تحت الارض في باب توما , وعند اول مساءلة تبين ان شهود عيانه هم بنات افكاره المريضة وحسب .
ومع ذلك , استطاع هذا السكرتير أن يتحول الى ظاهرة بحد ذاتها, اذ صار اشبه بقائد ميليشيا يبتز المثقفين في مقهى الروضة ونادي الصحفيين ,واذا ما أخطأ واحد منهم ولم يسلم عليه أو لم يدعه إلى فنجان قهوة , فسيغدو لامحالة , ضحية العدد التالي .
تفاءلنا , ولانزال نتفاءل , بوجود صحافة خاصة , تخلق فسحة لحوار أكثر اتساعا , وترسخ تقاليد أخرى للعمل , متلافية عيوب ونواقص الاعلام الرسمي , لا ان تفتح جبهات جديدة للمهاترة وتصفية الحسابات الرخيصة.