تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإصلاح وقمـة الجزائر

قضاياالثورة
الأربعاء 23/3/2005م
أحمد حمادة

ربما يكون السؤال الأهم على هامش قمة الجزائر الآن هو: كيف تنجح القمة في إرساء مشروع إصلاحي حقيقي سواء لجهة إصلاح الجامعة العربية وتعزيز دورها وتطوير آليات عملها وزيادة فاعليتها أم لجهة الإصلاح الديمقراطي داخل كل دولة عربية على حدة وعلى المستوى العربي بشكل عام?!

من البداهة القول: إن الإجابة على مثل هذا السؤال المهم تستدعي تناول الموضوع من أكثر من زاوية واتجاه, أولها إن دعوات الإصلاح التي حض عليها المشاركون في القمة يجب ألا تكون مجرد ردود فعل على المشروعات الغربية المطروحة لمنطقتنا العربية, وفي مقدمتها مشروع الشرق الأوسط الكبير, بل يجب أن تكون صادرة عن قناعات تامة أن مثل هذا الإصلاح يُعد حاجة طبيعية تعبر عن رغبة عربية داخلية وإرادة حقيقية لتنفيذ هذه الحاجة.‏

وبموازاة ذلك فإن رفض الدول العربية المشاركة بمشروعات الولايات المتحدة الإصلاحية, القادمة تحت عباءة الديمقراطية وحقوق الإنسان, وممانعتها لخططها التحريرية المزعومة, لا يعني أن العرب لا يريدون تحقيق الإصلاح والتنمية والديمقراطية, ومن هنا فإن على قمة الجزائر اليوم أن تؤسس للجان متخصصة تتابع ما يتم الاتفاق عليه في هذا المجال, وبحيث تؤكد عملياً وعلى أرض الواقع أن أهداف الحرية النبيلة لا يختلف عليها اثنان في العالم, ولذلك فلا بد من القيام بكل ما من شأنه التأسيس لتحقيقها بصورة سريعة وعاجلة وبما ينسجم مع التطور الهائل الذي يشهده العالم.‏

وارتباطاً بهذه الحقائق فإن على الدول العربية أن تبادر فوراً إلى تبادل الآراء والأفكار والتجارب والخبرات لتعزيز كل ما يؤسس لروح المواطنة والمساواة, وتوسيع مجال المشاركة السياسية في الشأن العام ودعم سبل حرية الفكر والإعلام والتعبير ورعاية حقوق الإنسان.‏

وفي الاتجاه الآخر أصبحت الحاجة ماسة لإطلاق من¯ظومات عمل عربية مشتركة بصورة واقعية, وبعيداً عن لغة التنظير والأمنيات مثل السوق المشتركة والعملة الموحدة والبرلمان الموحد, ووضع تصور عملي لمواجهة المشروعات الأجنبية التي تستهدف الأمة وثرواتها وثقافتها وبناء رؤية مشتركة تجاهها وتحديد كيفية التعامل معها.‏

بهذا الشكل تكون قمة الجزائر أمام فرصة جديدة لتنفيذ إصلاح حقيقي وفوري ومعقول على المستوى العربي, وتحصين الأمة أمام المخططات التي تستهدف وجودها, وتقدم للمواطن العربي بديلاً لوصفات العلاج والنصائح والتوصيات والإملاءات التي يريد الآخرون ahmadh@ureah.com‏

">فرضها.‏

ahmadh@ureah.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11511
القراءات: 857
القراءات: 908
القراءات: 837
القراءات: 941
القراءات: 859
القراءات: 855
القراءات: 873
القراءات: 982
القراءات: 883
القراءات: 857
القراءات: 847
القراءات: 881
القراءات: 892
القراءات: 965
القراءات: 921
القراءات: 1098
القراءات: 899
القراءات: 860
القراءات: 890
القراءات: 874
القراءات: 978
القراءات: 988
القراءات: 901
القراءات: 947
القراءات: 1006

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية