تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدوى القلق..!!

إضاءات
الأربعاء 31-8-2016
أحمد عرابي بعاج

ما كان يأمله أردوغان في نهاية مطاف آخر محاولاته في ابتزاز واشنطن من التقارب المغرض لتركيا حزب العدالة مع روسيا وإيران قد تحقق بمؤازرة واشنطن لخطوته بتوغل قواته السافر في الأراضي السورية من جهة شمال شرق حلب في جرابلس تحديداً.

تصريحات المسؤولين الأتراك من رئيسهم إلى باقي حبات سبحة أركان حكومته وحزبه عن رغبة تركيا في إيجاد حل للأزمة في سورية عنوان ملغوم، الغاية منه التدخل العسكري واقتطاع جزء من الأراضي السورية بحجة طرد داعش وسواها من سورية، كخطوة في سبيل تحقيق طموح السيطرة وإحياء السلطنة التي يحلم بها أردوغان.‏

فرغبته وأركان حزبه بإقامة منطقة عازلة عمرها المعلن أكثر من اربع سنوات، وهو ما أطلقه في مؤتمر «أعداء سورية» أواخر آذار 2012 في أنقرة، والذي بدأ فيما بعد يأخذ منحاً تصاعدياً بالتصريحات والإجراءات، ومنها إقامة المخيمات على الحدود السورية قبل أي نزوح إلى تركيا.‏

وقد استغلت تلك المخيمات لاحقاً في فرض سيطرة مخابرات أردوغان على تنظيمات إرهابية وضعت بعضها في واجهة التوغل الغامض بعد انسحاب داعش لصالحه دون مواجهة في جرابلس.‏

حجة مواجهة داعش ومحاربتها حجة واهية لا قيمة لها، فقد كان بإمكان أردوغان وحكومته محاربة داعش منذ بداية الأزمة في سورية بأن يمنع عنها ما يقدمه لها يومياً وما زال من دعم وتحالف ومصالح متبادلة إرهابية واقتصادية ولوجستية، كما كان متاحاً أمامه التراجع عن عدائه السافر لسورية والتراجع عن المواقف التي اتخذها لمساعدة الإرهابيين والتعاون الجدي مع الحكومة السورية وروسيا وإيران وباقي أصدقاء سورية الحقيقيين في محاربة الإرهاب وهذا لم يحصل، لأنه ببساطة لا يريده أن يحصل، فمازال أردوغان طامعاً وحالماً بسلطنة بائدة، وقد تمسك بها أكثر كشكل من أشكال الهروب إلى الأمام بعد محاولة الانقلاب التي كادت أن تطيح به وبحزبه.‏

ورغم طول الاجتماع في جنيف بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة فما زالت القراءات متباينة كما كانت حول سبل حل الأزمة في سورية، فالوزير كيري مستاء من تسوية داريا واعتبر أن الحكومة السورية فرضت الاستسلام على الإرهابيين!!، وروسيا ترى في الاتفاق مصلحة سورية وتسوية قد تمت تعقبها تسويات أخرى مماثلة.‏

تصريحات كيري تعبر عن رؤية واشنطن للمشهد في سورية والتي تتمثل في استمرار القتال وعدم اعتبار المصالحات التي تجريها الحكومة السورية أنباءً سارة بالنسبة لها.‏

هذا الموقف الأمريكي بالنسبة لسورية والسوريين واضح ومعلوم بشكل لا لبس فيه، وذلك لمعرفة السوريين التامة بأن واشنطن هي أصل المشكلة وهي أهم أسباب استمرار الأزمة وإطالة أمدها في سورية، أما ما يلفت النظر هو تصريحات أبو الغيط المستفزة عن رؤيته لإنهاء حالة داريا والاتفاق الذي أنجز باعتباره تغييراً ديمغرافياً وأعرب عن قلقه الشديد حياله؟‏

فهذا ما كان ينقصنا، من «قَلقٍ مزمن» في نيويورك إلى «قَلقٍ جديد صغير» على تغير ديمغرافي وهمي جراء إنهاء أزمة 250 ألف مواطن سوري هم أهالي وسكان داريا المتلهفين للعودة إلى بيوتهم مقابل إخراج 1000 إرهابي منها، فقد أحدث بالنسبة له خللاً ديمغرافياً في الجغرافيا السورية، إنها إحدى صور الكذب والخداع وبيع الذمم التي اعتاد عليها هو وأمثاله.‏

هذه الرؤى المتوافقة لواشنطن وأردوغان وأبو الغيط بما يمثله من بوق لأصحاب العروش والكروش هي التي تعيق إنهاء الأزمة في سورية وتبعد الحل السياسي المرحّل أصلاً إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، فالجميع بات يدرك أن الإدارة الأمريكية الحالية تشتري الوقت وتحاول ليس فقط خلط الأوراق بل بعثرتها وذلك لإعاقة أي جهد يؤدي إلى حل سياسي محتمل في سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1741
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1987
القراءات: 1995
القراءات: 1938
القراءات: 2037
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2100
القراءات: 2129
القراءات: 2129
القراءات: 2235
القراءات: 2283
القراءات: 2265
القراءات: 2411
القراءات: 2500
القراءات: 2347
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2452
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية