وتراهن المنظمة الدولية التي يمثلها أيضاً على هذا التفاهم. وللحق نقول إن المراهنة على هذه التفاهمات القائمة والممكنة والمتوقعة، تحكم معظم التحليلات ومن ثم الاستنتاجات.
إذا كان صحيحاً أن يتجه المبعوث الدولي ومنظمته من ورائه إلى التفاؤل بمثل هذه التفاهمات بين القوى العظمى، فليس من الصحيح أن يصل التفاؤل إلى حدود الاتكال. بل تبدو في أحيان كثيرة وكثيرة جداً المنظمة الدولية منقادة إلى مواقف الدول العظمى وتوابعها وما ينجم أو ما يمكن أن ينجم عنها...!! ولعل ذلك تجلى بوضوح أكثر في زمن قيادة السيد بان كي مون لها.
المنظمة الدولية لم تستطع الاجابة على مئات الرسائل الموثقة التي (استفقدتها) بها الحكومة السورية عن طريق السيد الأمين العام ومجلس الأمن ومنها بل في مقدمتها طلب الحكومة السورية بالتحقيق في ضرب خان العسل “غرب حلب” بالغازات السامة قبل بضع سنوات...مشكلة الأمم المتحدة في تعاملها مع المسألة السورية أنها غالباً ما نهلت من الإعلام، وطالما أن المعركة التي شنت على سورية خلال السنوات الخمس الماضية كانت معركة ارهاب وحصار واعلام، فإن ما وصلت إليه الأمم المتحدة وما تعاملت بموجبه كان غالباً معلومات معادية لسورية بهذا البعد أو ذاك.
في آخر رسالة للخارجية السورية إلى المنظمة الدولية تتحدث الحكومة عن الخرق التركي السافر للسيادة السورية فهل أجابت المنظمة الدولية؟؟.. أو بالأحرى، كيف تعاملت مع الرسالة المذكورة؟.
صحيح تماماً أن لا جديد في الموقف التركي إلا انكشاف أوراق العلاقة التركية مع داعش وهو ما أظهرته مسرحية جرابلس من بطولة الجيش التركي وحليفه الجيش الحر... وانبرى أبطال المعارضة يتغنون بمناقب ومستوى جيشهم التركي ولم يكن للمسرحية أن تنطلي على أحد... وكل الخشية أن تكون انطلت على الأمم المتحدة وخصوصاً أن الولايات المتحدة لا مانع لديها من مسرحيات كهذه وهي صاحبة هوليوود والبرودوي.
منذ بدأت الاحداث في سورية كشفت تركيا أوراقها... ومطامعها بالأراضي السورية... واليوم تجد في تطورات موقف بعض الفصائل الكردية اللاوطنية – لا تغيب عن الكرد المواقف الوطنية لكننا خصصنا الحديث بالمواقف اللاوطنية – حجة الذي ينتظر ما يتحجج به لتظهر مطامعها مرة أخرى..!! (فتنده) الحكومة السورية: إنه خرق للسيادة فماذا تقول الأمم المتحدة..؟!
مرة أخرى إن لجأت للإعلام فسيخبرونها بسذاجة أن ثمة تنسيقاً سورياً تركياً...؟؟؟!!
As.abboud@gmail.com