تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حنين يثير الشبهات..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 17-11-2009م
علي قاسم

عودة التحريض الأميركي ضد المقاومة اللبنانية على لسان مساعد وزير الخارجية الأميركي جيفري فيلتمان، تشي بالكثير مما قد ينتظر المنطقة إذا ما أخذ في السياق والموقف والتوقيت على قاعدة أن الحنين إلى اللغة التي اعتادها فيلتمان حيال الوضع اللبناني تثير الكثير من الشبهات.

تحريض يصل حد التسويغ المسبق لأي عدوان إسرائيلي قادم، ويتجاوز بكثير منطق الانكفاء الأميركي الذي توهمه البعض، ويطلق في الوقت ذاته العنان للكثير من الاستنتاجات التي اقتضتها تلك التصريحات.‏

على مدى عام إلا قليلا كادت أن تغيب عن الشاشات مظاهر الحضور الأميركي اليومي التي كانت أقرب إلى خطابات تحرض اللبنانيين ضد بعضهم، وها هي اليوم تعود من البوابة الإسرائيلية التي ساهم السيد فيلتمان بقسط وافر في تسويغ عدوانها في تموز دون جدوى.‏

المثير في القضية أن الموقف الأميركي يأتي عشية التوافق اللبناني على إطلاق ورشة الحكومة الجديدة وقبيل أيام قليلة من إتمام بيان هذه الحكومة، والأهم أنه غداة زيارة نتنياهو لواشنطن، وما حملته من تسريبات متناقضة حول المسعى الإسرائيلي لإعادة تفخيخ المنطقة على ضوء الفشل الملازم لعملية السلام بسبب التعنت الإسرائيلي.‏

المؤكد والثابت الحقيقي في تصريحات فيلتمان أنها تهيئ المنطقة لما تسعى إليه إسرائيل، بل هي مؤشر على تمهيد سياسي يسبق خطوات عسكرية لم تكن فبركة سفينة الأسلحة خارج سياقها، ولا التسريبات الإسرائيلية عن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها المقاومة بعيدة عنها.‏

نغمة كانت تتردد بالتوافق بين اتجاهين لا يخفيان على احد، الأول سياسي بامتياز يتم التنسيق فيه على مختلف دوائر القرار الإسرائيلي، والآخر عسكري تشير إليه جملة من المعطيات التي ترسمها التحركات الإسرائيلية المحاذية للجنوب، وتلك التي يتم العمل عليها على المستوى الاستراتيجي انطلاقا من سلسلة المناورات التي توجت بالمشاركة الأميركية.‏

عودة الكلام الأميركي بعد صمت طويل يفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتمالات لا تكتفي بما تشير إليه الاستنتاجات والتسريبات الأميركية الإسرائيلية المشتركة حول أفق العلاقة الملتبسة بين الرئيس أوباما ونتنياهو ولا حول مادار في الاجتماع، ولا في الصور التي بثت متأخرة ثلاثة أيام فقط، بل أيضا في حديث نتنياهو وبكثير من الوضوح عن أن الأيام القادمة وماتحمله ستكشف أهمية ذلك الاجتماع لأمن إسرائيل !!‏

ما يمهد له فيلتمان وهو الذي اعتاد على مثل هذا التمهيد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة، وربما أخطر من ذلك بكثير، وهو ما يجب التوقف عنده مطولا!!.‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية