تحريض يصل حد التسويغ المسبق لأي عدوان إسرائيلي قادم، ويتجاوز بكثير منطق الانكفاء الأميركي الذي توهمه البعض، ويطلق في الوقت ذاته العنان للكثير من الاستنتاجات التي اقتضتها تلك التصريحات.
على مدى عام إلا قليلا كادت أن تغيب عن الشاشات مظاهر الحضور الأميركي اليومي التي كانت أقرب إلى خطابات تحرض اللبنانيين ضد بعضهم، وها هي اليوم تعود من البوابة الإسرائيلية التي ساهم السيد فيلتمان بقسط وافر في تسويغ عدوانها في تموز دون جدوى.
المثير في القضية أن الموقف الأميركي يأتي عشية التوافق اللبناني على إطلاق ورشة الحكومة الجديدة وقبيل أيام قليلة من إتمام بيان هذه الحكومة، والأهم أنه غداة زيارة نتنياهو لواشنطن، وما حملته من تسريبات متناقضة حول المسعى الإسرائيلي لإعادة تفخيخ المنطقة على ضوء الفشل الملازم لعملية السلام بسبب التعنت الإسرائيلي.
المؤكد والثابت الحقيقي في تصريحات فيلتمان أنها تهيئ المنطقة لما تسعى إليه إسرائيل، بل هي مؤشر على تمهيد سياسي يسبق خطوات عسكرية لم تكن فبركة سفينة الأسلحة خارج سياقها، ولا التسريبات الإسرائيلية عن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها المقاومة بعيدة عنها.
نغمة كانت تتردد بالتوافق بين اتجاهين لا يخفيان على احد، الأول سياسي بامتياز يتم التنسيق فيه على مختلف دوائر القرار الإسرائيلي، والآخر عسكري تشير إليه جملة من المعطيات التي ترسمها التحركات الإسرائيلية المحاذية للجنوب، وتلك التي يتم العمل عليها على المستوى الاستراتيجي انطلاقا من سلسلة المناورات التي توجت بالمشاركة الأميركية.
عودة الكلام الأميركي بعد صمت طويل يفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتمالات لا تكتفي بما تشير إليه الاستنتاجات والتسريبات الأميركية الإسرائيلية المشتركة حول أفق العلاقة الملتبسة بين الرئيس أوباما ونتنياهو ولا حول مادار في الاجتماع، ولا في الصور التي بثت متأخرة ثلاثة أيام فقط، بل أيضا في حديث نتنياهو وبكثير من الوضوح عن أن الأيام القادمة وماتحمله ستكشف أهمية ذلك الاجتماع لأمن إسرائيل !!
ما يمهد له فيلتمان وهو الذي اعتاد على مثل هذا التمهيد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة، وربما أخطر من ذلك بكثير، وهو ما يجب التوقف عنده مطولا!!.
a-k-67@maktoob.com