فهؤلاء قد يكونون من الذين ليس لديهم مايجعلك تلومهم. لكن الأكثر غوغائية هي بعض وسائل الإعلام هنا وهناك، ممن استعمل التجييش الذي وصل إلى حد العنصرية، وأساء لشعبين عزيزين كانا على الدوام سنداً لبعضهما وخاصة أيام النضال. فهل الحصول على كأس العالم وليس فقط التأهل، يستحق أن تصل الأمور إلى هذا المستوى أو أن تسيل قطرة دم من جزائري أو مصري؟ إن الانتصارات العسكرية حين تكون معمدة بالدم تفقد بهجتها. فما بالنا بالكروية. لانريد للكرة العربية أن تصل لكأس العالم إذا كانت ملطخة بالدم أو ببصمات الغوغاء. كان ينقص الفرقة والتشظي العربيين كرة القدم. وفوق الإساءة للشعبين أساؤوا لفريقين كبيرين أثبتا مستوى يجعلك تحزن لخسارة أحدهما.
لقد خاض المنتخب الجزائري مباراته ضد ثمانين مليون لاعب مصري. حاصروهم من اللحظات الأولى للمباراة وقطعوا عنهم الماء والكهرباء، كما يقولون. رغم هذا صمد الفريق الجزائري بشكل كبير وشكل خطورة هائلة على المرمى المصري، وكانت بصماته الأوروبية واضحة في الضربات الحرة الخطيرة وغيرها. وبنفس الوقت لعب المصريون بنفس قتالي رائع منذ اللحظة الأولى حتى النهاية، ولولا أن استوعب الجزائريون بخبرتهم وإرادتهم صدمة الهدف المبكر وتمالكوا وضعهم النفسي، لشهدنا مهرجاناً من الأهداف، ولولا أن اطمأنوا إلى أن الأمور انتهت وبدؤوا بتشتيت الكرات وتضييع الوقت، لما سجل المصريون هدفهم القاتل.
مايصلح في الحرب يصلح في الرياضة. أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.
كنت أتمنى للاعبين والمدربين في سنغافورة وهاييتي أن يتابعوا ويتعلموا كيف تخاض المباريات وخاصة الكبرى!! أنا شخصياً تعلمت.