تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إن لم يكـن السـلام فماذا ؟!

الافتتاحية
الثلاثاء 17-11-2009م
بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

ننتظر التغيير الأميركي.. ولا ننكر أن تغييراً حصل.. على الأقل استبدلت لغة الاشتراطات والإملاءات المستحيلة، بلغة الحوار الصعب.. ننتظر التغيير ولا ننكر أنه ليس سهلاً..

ثمة واقع لا منطقي ينتج آثاره.. أميركا العظمى تحتاج إلى مرونة مستحيلة من إسرائيل كي يسهل أمر التغيير.. يظهر ذلك بوضوح في قضية السلام في الشرق الأوسط.. ويظهر أيضاً بوضوح في جوانب مختلفة من الحياة الأميركية.‏

الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، عاصرت رئاسته أهم الانتصارات الأميركية.. انهار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية وهذا ما لم يكن يحلم به عسكرياً أي عقل أو عاقل أميركي.‏

لكن.. وبتأثير مباشر من دور الرئيس بوش وإدارته تجسد حلمهم حقيقة، كانت كافية لتسمية بوش الأول بـ «قيصر العالم».. ومع ذلك.. خسر الانتخابات لمصلحة الرئيس الأسبق بيل كلينتون؟!‏

لماذا؟! الاقتصاد..؟! صحيح له تأثير؟!‏

لكن ثمة من وظف الواقع الاقتصادي وغيره لمنع بوش من دور رئاسي ثان، لأنه كان جدياً في موقفه من مسألة السلام في الشرق الأوسط.. والاستيطان في الأراضي المحتلة..‏

أي إنه قاد تغييراً في السياسة أملته المصلحة الأميركية، ولم تتغير إسرائيل.. فساهم ذلك في جعله يدفع الثمن.‏

الرئيس أوباما.. بدا واضحاً أنه يريد السلام في الشرق الأوسط.. نظرياً على الأقل بدا عليه ذلك.. وهو صاحب شعار «التغيير».. وإلى الآن يحاول لكن.. إسرائيل لم تتغير..‏

حتى على صعيد سياسته وإصلاحاته الداخلية ولأنه صاحب نظرة تتجه للسلام «يُناكد» بتأثير من قوى ليست أبداً بعيدة عن إسرائيل.. بما في ذلك اتجاهه للضمان الصحي والذي مرّ بمواجهات معقدة في البرلمان.. ولديه مواجهة «عويصة» قادمة مع مجلس الشيوخ..‏

نحن لا نرى في سياسة وموقف الرئيس أوباما من مسألة سلام الشرق الأوسط نكوصاً كاملاً عما صرح به أو أعلنه.. إنما نرى مراوحة وتردداً وهشاشة موقف..‏

المفارقة.. أن التغيير في الولايات المتحدة كان انتقال السلطة من المتشددين واليمين المحافظ ورؤية التسلط والهيمنة واستخدام القوة المسلحة.. إلى الحوار مبدئياً واتجاه الوسط والرؤية القائمة على حقوق البشرية في الحياة والتطور.‏

أما التغيير في إسرائيل فكان باتجاه مزيد من العنصرية اليمينية المتطرفة والفكر العدواني والاستيطان.. وكأن «كاديما» لم يكن يكفي وهو صاحب مجزرة غزة.. فاتجهوا إلى ليكود نتنياهو ومهزلة ليبرمان.‏

هذا الواقع الاسرائيلي الرافض دائماً للسلام.. يفرض نفسه على السياسة الاميركية، وهي المعنية بمواجهته.. أما من جانبنا فإن لم يكن السلام تكن المقاومة للعدوان والاحتلال.‏

مازلنا ننتظر خطوات أخرى تتجسد على الأرض بفعل التغيير في أميركا.. من أجل علاقات أكثر وضوحاً وأجرأ طرحاً قوامها الحوار.. أما السلام.. وتحت تأثير غياب الشريك الإسرائيلي، لا تبدو مقدماته مطمئنة..‏

نحن نرى أن استمرار الحوار ونيات التغيير من أجل تطوير العلاقات السورية الاميركية ليس رهناً بقيام السلام فقط..فإن لم يكن السلام تكن علاقات صداقة تقدم الخير لطرفيها.. سورية والولايات المتحدة الأميركية.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

جلال ابراهيم الحسن |  hasanpavlova@gmail.com | 17/11/2009 09:49

هذا ما يسمى بالسياسة أن يقنعوك بشئ ما قد تغير و أنت مقتنع بأن كل شئ على ما هو , ممكن أن يكون قد تغير الأسلوب أو الشكل ولكن المضمون والجوهر هو هو . وهل يوجد أسؤ من التردد و ضعف الموقف؟ الولايات المتحدة مازالت تفرض شروط و املا ءات في العلاقة مع سوريا مثل التدخل بالشأن السوري وتقول لنا مع من يجب أن نقيم علاقة ومع من يجب ألا نقيم هذه العلاقة (العلاقات السورية الأيرانية) وكذلك مناقشة موقف سوريا من المقاومة والحصار الذي تفرضه على سوريا وليس له أي مبرر إنساني ولا يخضع لأي تفسير سوى القبول بسياسة الأمر الواقع , يجب أن يكون لدينا نحن العرب ثبات في الموقف ورؤية أوضح في التعامل مع الولايات المتحدة .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 735
القراءات: 826
القراءات: 824
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1004
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1069
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية