| إن لم يكـن السـلام فماذا ؟! الافتتاحية ثمة واقع لا منطقي ينتج آثاره.. أميركا العظمى تحتاج إلى مرونة مستحيلة من إسرائيل كي يسهل أمر التغيير.. يظهر ذلك بوضوح في قضية السلام في الشرق الأوسط.. ويظهر أيضاً بوضوح في جوانب مختلفة من الحياة الأميركية. الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، عاصرت رئاسته أهم الانتصارات الأميركية.. انهار الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية وهذا ما لم يكن يحلم به عسكرياً أي عقل أو عاقل أميركي. لكن.. وبتأثير مباشر من دور الرئيس بوش وإدارته تجسد حلمهم حقيقة، كانت كافية لتسمية بوش الأول بـ «قيصر العالم».. ومع ذلك.. خسر الانتخابات لمصلحة الرئيس الأسبق بيل كلينتون؟! لماذا؟! الاقتصاد..؟! صحيح له تأثير؟! لكن ثمة من وظف الواقع الاقتصادي وغيره لمنع بوش من دور رئاسي ثان، لأنه كان جدياً في موقفه من مسألة السلام في الشرق الأوسط.. والاستيطان في الأراضي المحتلة.. أي إنه قاد تغييراً في السياسة أملته المصلحة الأميركية، ولم تتغير إسرائيل.. فساهم ذلك في جعله يدفع الثمن. الرئيس أوباما.. بدا واضحاً أنه يريد السلام في الشرق الأوسط.. نظرياً على الأقل بدا عليه ذلك.. وهو صاحب شعار «التغيير».. وإلى الآن يحاول لكن.. إسرائيل لم تتغير.. حتى على صعيد سياسته وإصلاحاته الداخلية ولأنه صاحب نظرة تتجه للسلام «يُناكد» بتأثير من قوى ليست أبداً بعيدة عن إسرائيل.. بما في ذلك اتجاهه للضمان الصحي والذي مرّ بمواجهات معقدة في البرلمان.. ولديه مواجهة «عويصة» قادمة مع مجلس الشيوخ.. نحن لا نرى في سياسة وموقف الرئيس أوباما من مسألة سلام الشرق الأوسط نكوصاً كاملاً عما صرح به أو أعلنه.. إنما نرى مراوحة وتردداً وهشاشة موقف.. المفارقة.. أن التغيير في الولايات المتحدة كان انتقال السلطة من المتشددين واليمين المحافظ ورؤية التسلط والهيمنة واستخدام القوة المسلحة.. إلى الحوار مبدئياً واتجاه الوسط والرؤية القائمة على حقوق البشرية في الحياة والتطور. أما التغيير في إسرائيل فكان باتجاه مزيد من العنصرية اليمينية المتطرفة والفكر العدواني والاستيطان.. وكأن «كاديما» لم يكن يكفي وهو صاحب مجزرة غزة.. فاتجهوا إلى ليكود نتنياهو ومهزلة ليبرمان. هذا الواقع الاسرائيلي الرافض دائماً للسلام.. يفرض نفسه على السياسة الاميركية، وهي المعنية بمواجهته.. أما من جانبنا فإن لم يكن السلام تكن المقاومة للعدوان والاحتلال. مازلنا ننتظر خطوات أخرى تتجسد على الأرض بفعل التغيير في أميركا.. من أجل علاقات أكثر وضوحاً وأجرأ طرحاً قوامها الحوار.. أما السلام.. وتحت تأثير غياب الشريك الإسرائيلي، لا تبدو مقدماته مطمئنة.. نحن نرى أن استمرار الحوار ونيات التغيير من أجل تطوير العلاقات السورية الاميركية ليس رهناً بقيام السلام فقط..فإن لم يكن السلام تكن علاقات صداقة تقدم الخير لطرفيها.. سورية والولايات المتحدة الأميركية.
|
|