تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سنتا الضنك

معاً على الطريق
الأحد 17-3-2013
مصطفى المقداد

عامان من القهر والقتل والخراب المجاني مضيا من عمر شعبنا لم يحصد خلالهما إلا الضياع والخسارة في الجانب البارز من تاريخه، فيما تبدت حقائق ما كان لها أن تكشف إلا في عمق الأزمة وما رافقها من تطورات، وهي بلا أدنى شك ستعطي شعبنا دفعة من القوة والقدرة على الاستمرار الأبدي.

لقد كانت السنتان الماضيتان تجربة اختبار قاسية للمجتمع السوري الذي وجد نفسه في أتون القتل والتخريب دون سابق انتظار مرتقب، فحياة السوريين كانت تتسم بالبساطة والمحبة والتآلف والقدرة على التعامل مع كل الحضارات والشعوب وقيمها وعاداتها، وكان المجتمع السوري قادراً على صهر كل التباينات في القيم والمفاهيم البشرية في بوتقة العيش المشترك دون وجود اي بوادر احتجاج نظراً لتطبيق مفاهيم المواطنة المتساوية والسماح للزائرين والوافدين بالعيش بذات الظروف التي يعيشها السوريون أنفسهم، الأمر الذي حدا بالكثيرين لاتخاذ سورية موطناً ومستقراً، أو مكاناً للاستراحة من ضيق العيش في غير منطقة.‏

وعندما ضرب الإرهاب اكثر من موضع في سورية كانت المفاجأة فوق كل التصورات، فمن غير المعقول أن يتحول وطن الأمان في العالم بين عشية وضحاها إلى مركز للإرهاب الدولي في عملية منظمة ومدروسة ومحكمة التخطيط خدمة لمشروع استعماري لم ينقطع يوماً عن البحث عن السبل التي تهدم هذا الإنموذج الفريد والمتفرد على امتداد التاريخ البشري ومنذ بدء الخليقة، ومن المستغرب أن تتمكن قوى التآمر من التغرير بمجموعات من الشعب السوري للاشتراك في عمليات القتل والتخريب تحت ذرائع التغيير والمطالبة بتحقيق إصلاحات لم يجدوا طريقاً لها إلا عبر أسلوب العنف والارتماء في أحضان الغرب الاستعماري، والارتهان إلى الخارج متناسين التجربة الليبية الصعبة وما جرته وما زالت تجره على ذلك البلد العربي الغني بمقدراته النفطية واحتياطياته الكبيرة منه، لكن المفاجأة التي واجهت المتآمرين كانت تلك الحالة السورية المتمثلة في القدرة على متصاص الصدمة وكل تردداتها اللاحقة على الرغم من قوة المخطط المدروس المترافق مع ماكينة إعلامية كانت جزءً أساسياً من المخطط الذي احتاج سنوات طويلة من تجنيد العملاء ومحاولات زرع الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد.‏

واليوم بعد عامين من عمر الأزمة فان الطريق نحو انفراجها يبدو واضحاً اكثر من اي وقت مضى، فالعديد ممن غرر بهم يلقون أسلحتهم ويرتضون بالحوار الوطني حلاً، وبعض القوى المعارضة في الداخل والخارج تقبل بالحوار منهجاً وحيداً للخروج من هذه الأزمة الغريبة على سورية والمرشحة للانتهاء خلال الشهور القادمة والدخول في مرحلة بناء سورية جديدة ستكون عصية على كل محاولات التخريب وستغدو انموذجاً للخروج من كل الأزمات للعالم، وستبقى سورية كما كانت المنطلق والمستقر للعيش المشترك، ولن يكون العامل الدولي إلا عاملاً مساعداً في جانبيه الداعم أو المعارض لهذا التوجه في العيش المشترك‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية