تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التضليل الاقتصادي ولغة الأرقام

منطقة حرة
الأحد 17-6-2012
د. حيان أحمد سلمان

تترافق المؤامرة بل الحرب الظالمة التي تشن على بلدنا الغالي بتضليل إعلامي يتجلى في كثرة المحللين الاقتصاديين المعارضين الذين يظهرون على الفضائيات الإعلامية،

ومنذ فترة قام أحدهم وهو ممن استلم سابقا مواقع اقتصادية وكان مثالا للفشل في نتائجه المحققة، وبدأ يسهب بالكلام عن الاقتصاد السوري ومشاكله وابتعاده عن الاندماج الايجابي مع الاقتصاد العالمي وخاصة الغربي، مدعيا أنه يمتلك بوصلة الحقيقة، وأسهب في الحديث عن التجربة الغربية ودول مجموعة العشرين، ولست الآن بصدد الردّ عليه لكن لابد من القول أن الخارطة الاقتصادية العالمية قد تغيرت وظهرت قوى اقتصادية جديدة لها بصمتها الخاصة على الساحة العالمية من دول مجموعة البر يكس وشانغهاى والميركسور والألبا وسيلاك...الخ، وأن دول مجموعة العشرين ليست دليلا للنجاح, وبأن النتائج التي حققتها وحسب تقاريرها تتناقض مع إدعاءاتها حول تحرير التجارة الخارجية ( مستوردات وصادرات )، وأنها لاتهتم كثيرا بالمواثيق والاتفاقيات الدولية الموقعة إلا بما يخدم مصالحها فقط دون الاكتراث بالدول الأخرى، وكتأكيد لما أقوله سأعتمد على تقرير مجموعة الدول العشرين في اجتماعها الأخير وخاصة في مؤشر الانفتاح التجاري,والذي اعتمد على دراسة التجارة الخارجية ومن واقع /72/ دولة منها 35دولة متقدمة و37 دولة نامية وبما يغطي 95% من المستوردات العالمية من السلع والخدمات، والهدف من هذا المؤشر هو معرفة مدى تحرير التجارة الخارجية وتحديد الوسائل المساعدة على تسهيل تحرير التجارة الخارجية واعتماد قواعد أكثر مرونة، ويتمّ اعتماد هذا المؤشر من قبل غرفة التجارة الدولية للأسواق المفتوحة في تقريرها السنوي منذ عام 2010، وتوفير معلومات للمهتمين بأمور التجارة الدولية وبالتالي تبيان مدى تأثير السياسات الحكومية في الانفتاح التجاري من خلال تدفقات رؤوس الأموال الدولية وتقييم البنية التحتية للتجارة، وتمّ وضع علامات تتناسب مع واقع كل دولة وتراوحت بين المستويات التالية ( ممتازة - فوق المتوسط – متوسط - دون المتوسط – ضعيف جداً )، ويعتمد هذا المؤشر على /4/ مؤشرات فرعية وهي :‏

1- مقدارات لانفتاح التجاري للدولة المدروسة من ناحية الاستيراد والتصدير.‏

2- جوهر ومضمون سياستها التجارية والضوابط والتسهيلات الناظمة لها .‏

3- تدفقات حجم رؤوس الأموال بين الدولة المذكورة والدول الأخرى.‏

4- مستوى البنية التحتية للتجارة الخارجية.‏

وكانت النتائج مخالفة للإدعاءات الغربية ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر :‏

* دولتان حصلتا حسب هذا المؤشر على درجة ممتازة وهما هونغ كونغ وسنغافورة.‏

* 23 دولة حصلت على درجة فوق المتوسط من حيث الانفتاح ومن خصائص هذه الدول أن أغلبها عدد سكان كل منها أقل من 15 مليون نسمة باستثناء ألمانيا التي احتلت المرتبة 19 وهي أعلى درجة في مجموعة العشرين ثمّ تلتها كل من بريطانيا والسعودية وفرنسا واستراليا.‏

* كان ترتيب أمريكا في الترتيب 39/72 واليابان في المرتبة 43/72و البرازيل في المرتبة الأخيرة من دول مجموعة العشرين.‏

* كان ترتيب كل من (الصين والمكسيك وروسيا والأرجنتين والهند ) في المرتبة دون الوسط.‏

وبعد هذه النتائج اضطرّ رئيس غرفة التجارة العالمية ( جيرالد ورمز) للقول [ أنّ خطر الحماية المتزايد ضمن الاقتصاديات العالمية الرئيسية مثير للقلق وأكدّ ذلك أيضا الأمين العام لغرفة التجارة الدولية ( جاي غي كاربر) بقوله إنّ هذا المؤشر يلقي الضوء على قياس مدى تأثير السياسات الحكومية على انفتاح الأسواق ونأمل أن يلقي الضوء النسبي للأداء التجاري لهذه البلدان ، فهل بعد هذه النتائج يمكن الركون والثقة بما يصدر من فتاوى عن هذه الدول وأن نستسلم لادعاءاتها، وما المانع أن يكون لدينا دراسات علمية عملية عن واقعنا الاقتصادي، وقناعتنا لاتوجد مشكلة اقتصادية إلا وتحمل في طياتها بذور حلها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د.حيان سليمان
د.حيان سليمان

القراءات: 937
القراءات: 1102
القراءات: 902
القراءات: 1169
القراءات: 918
القراءات: 954
القراءات: 1091
القراءات: 981
القراءات: 896
القراءات: 868
القراءات: 828
القراءات: 2209
القراءات: 938
القراءات: 1025
القراءات: 1090
القراءات: 1029
القراءات: 1017
القراءات: 1101
القراءات: 2358
القراءات: 1010
القراءات: 1454
القراءات: 1123
القراءات: 1149
القراءات: 1131
القراءات: 1140

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية