تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النهايات المرتقبة

معاً على الطريق
الأحد 17-6-2012
مصطفى المقداد

يترقب العالم ودوائره الفاعلة والمهتمة بكثير من الاهتمام والمتابعة التطورات التي تمر بها الأزمة في سورية،ويضع المهتمون الكثير من التطورات للنهايات المرتقبة بعد خمسة عشر شهراً

من المواجهات والتفجيرات والتظاهرات وعمليات التخريب والاغتيال مقابل استمرار الحكومة في تفعيل مسيرة الإصلاح والمضي قدماً في تنفيذ سلسلة الإصلاحات الداخلية بعيداً عن كل الضغوطات الخارجية فضلاً عن عدم الالتفات إلى العمليات التخريبية التي طالت منشآت عامة وممتلكات خاصة في معظم المحافظات، فالقرار الوطني كان منذ البداية واضحاً، وتنفيذه كان يحظى بإصرار كامل، فالإصلاحات التي تأخرت زمناً تحت وقع الضغوطات الخارجية، وجدت سبيلاً للتأثير في مواقف بعض المواطنين، ومن ثم تحميل القضايا المطلبية مشاريع خارجية كان يتم التحضير لها منذ سنوات عدة في أقبية مظلمة في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية، والحكومة التي اعترفت بأخطائها في عدم اتخاذ الحلول الوقتية حينها، بدأت تدأب لتجاوز كل تلك الهفوات والأخطاء، لكن المفاجئ كان عدم قبول أصحاب المخططات الخارجية جميع تلك الخطوات التي أقدمت الحكومة على اتخاذها، الأمر الذي أوضح الكثير من خبايا المخطط التي كانت غائبة عن تصورات الكثيرين.‏

واليوم إذ تبدو مفاتيح الحلول بأيدي الدول الكبرى، وعبر مجلس الأمن فإن الأساس يبقى مرتبطاً بالقدرة على القضاء على جميع المجموعات الإرهابية التي تسللت إلى سورية، والتي كانت قد أخفت بعضاً من الخلايا النائمة في أكثر من موقع، فالمواجهة الحقيقية على الأرض تحصل بين القوات الشرعية النظامية وبين مجموعات أصولية متطرفة ترتبط بمنظمات الإرهاب العالمية ومنها القاعدة، وذلك باعتراف مسؤولين استخباراتيين في أكثر من دولة غربية بمن فيهم كل من الولايات المتحدة وفرنسا اللتين تقودان الحملة السياسية ضد سورية، وتدعمان تلك المجموعات المسلحة بالمال والعتاد والأسلحة فضلاً عن أجهزة الاتصالات الحديثة، ويتم كل ذلك العمل بالتوازي مع قيام فريق عمل كبير يهتم بصناعة الروايات الإعلامية التي يتم تقديمها إلى الداخل السوري بالتوازي مع روايات مشابهة تقدم للرأي العام الغربي، بحيث يكون راضياَ عن أداء حكوماته الاستعمارية.‏

ويدرك أصحاب المخطط التآمري الكبير أن سورية أبدت قوة كبيرة ومقاومة غير متوقعة بمواجهة تفاصيل مخططاتهم، وأنها حافظت على بنيتها الداخلية بصورة غير متوقعة، فقد استمرت مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة بالعمل بشكل يقترب من الحالة الاعتيادية، على الرغم من محاولات المجموعات المسلحة تخريب شبكات الاتصالات والطرق والمواصلات والكهرباء والنفط، وتخريب بعض المنشآت الاقتصادية والخدمية والتعليمية فقد تمت الامتحانات التربوية والجامعية في ظل هذه الظروف بشكل اعتيادي، وتم ضمان تقديم جميع الطلبة لامتحاناتهم بصورة طبيعية، الأمر الذي انعكس واضحاً على المواقف الخارجية كلها.‏

وإذ تمضي الجهود الدولية لإيجاد حل يخرج سورية من أزمتها، ويوجد مخرجاً مشرفاً للدول الضالعة في مشروع التآمر، فإن الدور الروسي الصيني يبقى الضامن الأكبر لتلك الجهود كلها، وإن ما طرحته موسكو مؤخراً عن استعدادها لاستضافة مؤتمر للدول الفاعلة والمؤثرة على سورية، والمجموعات المسلحة خاصة الدول التي تدعمها بالأسلحة والأموال، فإن ذلك قد يشكل نهاية ناجحة لأزمة طالت لفترة غير متوقعة، وذلك أن الدول الكبرى تدرك تماماً أن كل محاولات التخريب لن تقوى على إسقاط بنية الدولة، ومن هذه الحقيقة تبدأ مشاريع العودة الى الحوار واحتمالات المشاركة الأوسع، بعد أن فتحت سورية المجال أمام جميع أبنائها لتلك المشاركة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11402
القراءات: 839
القراءات: 770
القراءات: 752
القراءات: 793
القراءات: 818
القراءات: 850
القراءات: 783
القراءات: 835
القراءات: 896
القراءات: 844
القراءات: 833
القراءات: 854
القراءات: 857
القراءات: 868
القراءات: 950
القراءات: 881
القراءات: 928
القراءات: 951
القراءات: 940
القراءات: 815
القراءات: 885
القراءات: 926
القراءات: 925
القراءات: 827
القراءات: 976

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية