تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عجز أم غياب إرادة ..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء28-7-2009م
علي قاسم

استقبلت إسرائيل المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل بالإعلان عن إقامة 12 بؤرة استيطانية،

وودعته على وقع تخصيص المزيد من الأموال للأعمال الاستيطانية في المستوطنات القائمة.‏

وهو استقبال إسرائيلي لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فحكومة نتنياهو تعمدت أن تمارس مثل هذه العربدة في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد، وتحديدا فيما يخص الاستمرار بالاستيطان ليكون البند الأكثر سخونة في نقاشات الإسرائيليين مع المبعوث الأميركي.‏

نقاش كان الحديث عنه قد سبق الزيارة، ولا يبدو أنه سينتهي مع انتهائها، بل سيظل البقعة المشتعلة التي تريد إسرائيل أن تبقى نقطة الجذب في أي حديث، فيما السلام يستدرج إلى خارج دائرة الاهتمام السياسي إلى حين أخر.‏

فمنذ اللحظة التي بدأ بها ميتشل مهمته والحديث عن الاستيطان يكاد يشغل الحيز الأهم من كل الجهد الدولي، وتحول إلى كرة ثلج كلما تدحرجت كبرت، وكلما قذفتها الأرجل تلقفتها الأيدي الإسرائيلية لتزيد من مساحة تدحرجها، ولتضيف إلى المشهد الكثير من الإثارة لدرجة أنها أضحت العنوان الأهم للتحركات الأميركية.‏

ومن صيغة الاشتباك الأول الذي روج له إسرائيليا مع زيارة نتنياهو الأولى إلى واشنطن إلى مفهوم الصدام الأميركي مع الطروحات الإسرائيلية تبدو اللعبة إدارة للوقت وتوظيفا متقنا لتفاصيل خلاف لا تبدو عليه ملامح الجدية، ولا تأخذ المقاربات التي قدمت جميعها أكثر من سيناريو تتوازع أدواره مقتضيات اللعبة واحتياجاتها السياسية.‏

وحتى الأفكار التي قدمت حتى الآن تأخذ منحى الافتراض الزمني الذي يفتقد في الغالب لإرادة السلام مما يفقدها أهلية الفصل بين الجوهري والثانوي، ويدفعها في أحيان كثيرة للخلط بين الأولويات بتراتبية إلحاحها.‏

ومع غياب الإرادة الناضجة أميركيا، لم يكن مشهد الاستقبال الإسرائيلي لميتشل مجرد رسالة تخفي في سطورها أكثر مما تظهر، مثلما أن التحضير لزياراته المتتالية لن يكون فقط في الإعلان عن المزيد من المستوطنات، وهي قد بدأت منذ الآن عبر تسريبات البحث في الثمن الذي تريده مقابل التفكير في وقف الاستيطان، خاصة أن الأميركيين لا يخفون حماسهم لذلك، ولا إشاراتهم العلنية والمخفية حياله. وهو ما يترك أكثر من علامة استفهام وملامح عجز في الأداء الأميركي حيال السلام ومتطلباته !!! أشهر والدوران في الحلقة المفرغة ذاته، يكرر نفسه، ويجتر في أحيان كثيرة المفردة ذاتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1168
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 904
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية