|
|
أوراق الإرهاب وبورصة التعويم الأميركي!! الافتتاحيــة وهم يتدافعون فيما بينهم لاستبدال الطرابيش التي بَطُل استخدامها، في لعبة مكشوفة وسمجة. ما يتكتم عليه المرتزقة يتكفل الرعاة والممولون بالإفصاح عنه، وما يتحرج من الإشارة إليه « المندوب » فورد يسارع الغارقون في مستنقع بندر وإرهابه إلى الكشف عنه، حتى لو كان ما يستره ورقة توت. وتستدرج الاشتراطات المتبادلة بين التنظيمات الإرهابية ورعاتها.. الصامتين منهم والمتكلمين على حدّ سواء، سيلاً من اللوائح الهجينة التي تكفي للاستنتاج أن التعويم الأميركي الذي يتمّ بأوراق قديمة ومحترقة يتجه نحو مزيد من السماجة غير المسبوقة, على قاعدة أن «مايسترو» الإرهاب الدولي وحليفه الإقليمي يتعجلان ويستعجلان في استبدال خياراتهما, بعد أن تهتكت هياكل مرتزقتهم في السياسة وعلى الأرض وبالطريقة ذاتها. فالعودة إلى الأوراق القديمة تستدرج بالضرورة الإفصاح في لغة التبرير عن الخيارات الخاطئة التي أقدمت عليها أميركا والكثير من أدواتها، وعملية الاستبدال محكوم عليها بالنتيجة ذاتها، حيث تتبادل لوائح الاتهام فيما بينها، وتعيد اصطفافها السياسي على وقع أمواج الخيبة الأميركية من الأدوات المعتمدة سواء ضمن اللوائح الأميركية التقليدية أم تلك التي استجدت أو أضيفت لبعض الوقت، واقتضت أن تُجري مراجعة فعلية للرصيد المتبقي الذي يشارف على النفاد، ولا نستبعد أن تعيد إلى الواجهة ما كانت قد حيّدته وشرّعت الحرب عليه!! فالشريك التركي الذي يقاسي آلام الجفاء الأميركي المتعمّد يعيد صياغة الكذب على طريقة التذكير بوجوده، ويقابله تورم واستطالة مرضية لدى الحليف السعودي رغم تزعمه اللائحة المعتمدة في بورصة التعويم، في حين يتوه القطري في حساباته الوضعية, ويتعثر الأردن في أدواره الوظيفية, ويتلكأ لبنان في نعي النأي بالنفس وأصابع بعض سياسييه تطيل النفخ في الجمر، وهم لا يخفون هواجسهم من توابع الفشل الذي قد يعيدهم جميعاً إلى ذيل اللائحة، وربما خارجها، إذا ما اضطرت واشنطن للإذعان للمناخ الدولي وواجهت خيار الاستبعاد على قاعدة «بمن يحضر» التي تروّج لها المنظمة الدولية. ما يثير، أن بورصة التعويم وإضفاء الشرعية على تنظيم إرهابي تحوّل إلى ركام وسحب الغطاء عن تنظيم آخر كان ورقة لوّحت بها واشنطن طويلاً، تجري في وقت تواجه فيه المسوخ السياسية الموازية له، تبعثراً غير مسبوقٍ سواء في «الانشقاقات» والانسحابات، أم في الاعتراضات المتباينة بين من يريد أن يبقى متمسكاً بأوهامه، ومن يلهث خلف فتات يمكن أن يلحق به بعد أن شعرت بأن عربة الحلّ السياسي ستنطلق سواء وافق أم اعترض، وتكاد في حصيلتها النهائية أن تساوي الصفر. وبالتالي فإن الانشغال بالتعويم على الأرض كان يختلط على بعض الرعاة في إعادة تقويم الصورة والمشهد على فرضيات انتهت بالتقادم، وخصوصاً بعد أن بدت التسريبات الغربية والنصائح المتواترة تحمل رؤية مغايرة تماماً، بل مناقضة لها، تعكس هواجس واقعية من القاع الذي وصلت إليه، وفي حين بدت بعض التأويلات محاولة يائسة لافتعال معارك هامشية وإثارة الغبار أكثر من أي شيء آخر، كانت البقية تنشغل في التقاط الخيوط الأميركية المتبعثرة.. وقد ترهلت أو انقطعت. ففي متابعة أولية وبسيطة لما يصدر من مواقف وتعابير ومصطلحات على المسرحين السياسي والميداني، تتكشف حالة الاستنطاق في أكثر من مفصل، وتترسخ عند أكثر من منعطف تقتضيه الضرورة، وترمي به في سياق التشوهات القائمة التي تحمل عشرات المشاهد المتناقضة تبعاً للمرجعية التي تقودها، وإن كانت في النهاية تحاول أن تتكيف مع أمر العمليات الجديد، وحالة التعويم في عظام حوّلها عبث الممولين للإرهاب إلى مجرد رميم لم تتردد رياح التعويم في النفخ فيه. على هذه الأرضية تبدو المقاربة الأميركية هي الأغرب، وهي تحاكي واقعاً سريالياً أكثر مما تترجم أوراق قوة عظمى تحتمي في نهاية المطاف بما تبقى من صورة الهيمنة، وأطلال الأحادية المستترة بمتاجر الإرهاب ودكاكينه الوضيعة، التي أتخمتها وعود السراب وأنهكتها أوهام التضليل.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
