| وجه واحد.. وأقنعة !! البقعة الساخنة بتأكيد التزاماتهم بأمن إسرائيل وبقائها ومساعدتها وغير ذلك قبل التصريح وخلاله وبعده، وكما لو أنهم يستبقون هبوب العاصفة برش الماء وترطيب الأجواء، حتى ليظن المرء أن هجاء إسرائيل ومديحها سواء بسواء على اللسان الأميركي أيا كان.. وإن بعض الظن صحيح إن لم يكن كله! الرئيس أوباما أمس، وأمام قادة اليهود الأميركيين، سوّغ إصراره على وقف الاستيطان بأنه مساهمة في حل المشكلة السكانية التي تعانيها إسرائيل، وأن ذلك هو من متطلبات توفير الأمن لها، وأضاف أوباما أنه مستعد للحديث صراحة عن كيفيات تأمين مصالح إسرائيل.. لا يعرفها حتى الإسرائيليون أنفسهم من خلال طرحه مشروع حل الدولتين . إذاً، ليس احتلال الأراضي العربية سبباً لمطالبة إسرائيل وقف الاستيطان فيها، بل حل المشكلة السكانية الإسرائيلية، وليس تشريد ملايين الفلسطينيين في أربع جهات الأرض سبباً يسوغ حل الدولتين، بل أمن إسرائيل واستقلالية كيانها اليهودي. قد يقول قائل: إن الرئيس أوباما يتحدث مع زعماء اللوبي اليهودي لأسباب انتخابية، وإن دماثته معهم هي دماثة الديمقراطيين الأميركيين تاريخياً مع إسرائيل, وإن المهم هو قيام الدولة الفلسطينية وليس ما يساق من مسوّغات لقيامها وغير هذا وذاك. غير أن هذا النموذج من التعاطي الأميركي مع قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ومع عملية السلام النائمة في المنطقة، والقائم على التسويغ واستبدال الأقنعة حسب المشاهد والمواقف، لا يؤشر إلى إمكانية نجاح الضغوط التي يفترض بالولايات المتحدة ممارستها على إسرائيل - إذا كانت تفكر بممارستها - لإلزامها بمقومات السلام وترتيباته، وبالتالي، لا يقلل من حجم التطرف الذي تمارسه إسرائيل في التمرد على هذه المقومات والترتيبات.. فهل ثمة متفائل يرى غير ذلك؟؟
|
|