تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سوق الأوراق المالية

معاً على الطريق
الخميس 9-7-2009م
عبد النبي حجازي

رأى جحا مع امرأة ديناراً فعرض عليها أن تودعه عنده ليلد لها كل يوم درهماً فاغتبطت وقالت: هاك .

جاءته في اليوم التالي فنقدها درهماً حلالاً زلالاً قبّلته ووضعته على رأسها، ثم جاءته في اليوم الثاني فوضع في يدها درهماً، في اليوم الثالث رأته مغتماً فسألته عن السبب قال: دينارك مات في الولادة.‏

إنني اتحدث عن ( سوق الاوراق المالية) لا لأن لي علاقة شخصية بها، فأنا إذ أقبض راتبي وأسدد ديوني لا يبقى معي سوى نزر يسير لا يزيد على مصروف اسبوع واحد . اما عن علاقتي بفهم القضايا المالية فإنها شبيهة ببيت حسان بن ثابت الذي قاله في هجو الحارث بن هشام شاعر قريش:‏

لعمرك إن إلّك من قريش كإلّ السقب من رأل النعام‏

أي كعلاقة ابن الناقة بفرخ النعام .‏

بيد ان الذي حفزني للكتابة في هذا الموضوع لقاء تلفزيوني لافت مع الدكتور راتب الشلاح جاء في سياقه أن ( سوق الاوراق المالية) تحمي مدخرات المواطن من كثرة النصابين الذين كانوا يجمعون الاموال الطائلة من بسطاء الناس يعدونهم ( بتشغيلها) واعطائهم مرابح مجزية ثم ما يلبث المواطنون أن يكتشفوا بعد ان يأخذوا قسطاً او قسطين ان صاحبهم هرب بتلك الاموال خارج البلاد.‏

وأذكر أن (محتالًا) في مقتبل العمر خلال فترة السبعينيات قام بعملية نصب، قيل يومها إن بعض المسؤولين كانوا بين من وقعوا في شباكه، والعجيب في الامر أن تلك الحالات تكررت في دمشق وحلب وبعض المدن الاخرى ،جمع فيها المبتزون أموالاً لا يكاد المرء يصدق الارقام التي وصلت اليها وكيف كانت مخبوءة؟‏

لقد ذكرني لقاء الدكتور الشلاح بصديق في مرتبة وظيفية عالية تحار أن تقول فيه «بسيط» رافقته الى مدينة صغيرة منذ حوالي عشر سنوات وانتظرته حتى عاد متهللاً وفهمت منه انه تقاضى مرابح مدخراته الشهرية التي يودعها عند رجل وصفه بالمحترم وازدادت دهشتي ان عددا من زملائه يودعون اموالهم عنده مع كثرة من الناس . سألته:‏

- ألا تخشى ان يكون نصاباً؟‏

- نأخذ منه سند أمانة، مبلغنا مضمون .‏

- طيب لماذا لا تودعون اموالكم بالمصرف؟‏

- المصرف يعطي فائدة أي ( فايظ) اي( ربا) والربا «حرام» .‏

- ضعوه بلا فائدة‏

- نريد ان نشغّل اموالنا .‏

ودخلت معه في حوار عقيم أحاول جاهداً ان أفهمه، إن ( المرابي) هو فرد سواء أكان تاجراً أم غير تاجر وأن ما يكسبه بتلك الطرق هو الربا بعينه لأنه هو وحده المستفيد، وأن اموال المصرف اموال عامة توظف لمصلحة البلد في انشاء المرافق والخدمات وسائر المشاريع الاخرى وأن فوائدها ارباح عامة «مشروعة».. وبعد أقل من عام جاءني الصديق يفور ويغلي قائلاً «هرب اللعين بالاموال، وعندما هممنا أن نرفع عليه دعوى في القضاء اكتشفنا انه باع املاكه قبل ان يهرب» قلت له« أقنعت الآن بأن تودع اموالك بالمصرف؟» قال بحزن عميق «أين هي اموالي ؟!». ">anhijazi@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1286
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية