| من قزوين إلى المتوسط الافتتاحية الحالة التي عبر السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة عن خشيته من تحولها إلى مشكلات مزمنة. كما في دبلوماسيتها المعتادة تطرح سورية الحوار طريقاً للحل.. تبدي استعدادها للمساعدة في تنشيط هذا الحوار ودعمه للوصول لاستقرار المنطقة «القوقاز والشرق الأوسط». وكما أن الموقع الجغرافي للمنطقتين جعلهما منطقة واحدة، اتصفت حالتها بالاضطراب، وتراكم المشكلات، ما شكل سبباً لخلل الاستقرار فيهما.. فإن الوصول بواقعهما إلى حلول توصل إلى الاستقرار سيكون ذا أثر على الاستقرار العالمي. وعلى هذا الأساس تتابع الخطوات السورية العاملة على تقريب وجهات النظر بين أطراف تعاني من مشكلات بينية في المنطقة.. أداتها الحوار وغايتها السلام، وتعبر من بوابات الشرعية الدولية. لقد عبّر الرئيس الأسد عن ارتياحه لاعتماد أذربيجان الحوار أسلوباً للتعامل مع قضية إقليم «كاراباخ».. وإذ سبق لسيادته أن زار أرمينيا، وتحدث من هناك عن جهد سوري سيقدم.. فإن المنطقي أن يُحدث هذا التواصل غير المباشر بين أرمينيا وأذربيجان عبر سورية تطوراً أكيداً باتجاه السلام. العمل للسلام في المنطقة ومواقع الاضطراب والسخونة فيها يواجه احتمالين: 1 - أن ينجح منطق الحوار والنيّات الخيّرة، والجهد الفعلي في تذليل كل العقبات للوصول إلى الهدف.. 2 - أن يستمر تعنت هذا الطرف أو ذاك ورفضه للفرص المتاحة.. فننجح بفرز الأطراف المعادية للسلام وإظهارها على حقيقتها. لقد عبّر السيد الرئيس بشار الأسد عن ذلك في مرة سابقة، باعتبار كشف نيات إسرائيل المتعنتة تجاه عملية السلام أهم منجزات الجهد الذي بذل في الشرق الأوسط بهذا الاتجاه.. والذي من ناحية عملية سار من فشل إلى فشل، بسبب التعنت الإسرائيلي، ورفض الانصياع لقرارات الشرعية الدولية.. نحن متمسكون بالسلام.. ومتمسكون بحقوقنا دون تنازل.. ولا يمكن لسلام أن يقوم على حساب الحقوق.. وبذلك نسير مع منطق الحياة والتاريخ.. وقناعتنا أنه سيكون السلام، لنا ولغيرنا.. للشرق الأوسط وللقوقاز وللعالم كله.
|
|