غير ان ماقالته وادعته تقارير المخابرات الاميركية منذ ثلاث سنوات على الاقل عن الملف النووي الايراني يوقف القلب, ويقف بالعالم على قدم واحدة , بل ويجعل من كل دولة ومجتمع في هذا العالم مستهدفا بالذات على يدي هذا الملف ومشروعه , تماما , كما السيناريو الذي اعدته هذه المخابرات من قبل لحصار العراق واحتلاله وتدميره قبل ان يكشف كولن باول بعضا من مخاتلات ذلك السيناريو وبعد فوات الأوان .
اليوم , وفي زحمة انعقاد القمة الخليجية , ومع حضور الرئيس الايراني احمدي نجاد هذه القمة في سابقة تاريخية هي الاولى في تاريخ مجلس التعاون الخليجي , ومع المقترحات التي تقدم بها الى القمة وزعمائها , خرجت علينا تقارير المخابرات الاميركية بما هو جديد ومثير للحيرة والعجب , إذ قللت هذه التقارير مما تسميه خطورة في الملف النووي الايراني في الوقت الذي طالبت فيه ادارة الرئيس بوش الدول الكبرى زيادة ضغوطها الى ايران .
ثمة مراوغة لن يصعب تفسيرها , اذا مااعتمدت معايير ادارة الرئيس بوش في تعاملها مع الملف العراقي مقياسا للتفسير , وهي لاتعكس سياسة اميركية واضحة بقدر ماتؤشر الى اختلال في مزاج الادارة الاميركية , يعكس بدوره خللا آخر مماثلا في خواتيم هذه الادارة وسلوكياتها , بل والاهم من ذلك, ومآزقها وبرك الوحل التي تتخبط بها سواء في العراق او في لبنان او افغانستان . كان حدثا هاما ان تحضر ايران قمة دول الخليج العربي , والاهم منه لغة الحوار والمصارحة الناشئة بين الجانبين , والبدء في تبديد اجواء التهويم والكذب والافتراء التي ليس مستبعدا ان تعود تقارير المخابرات الاميركية ومن خلفها ادارة الرئيس بوش الى نشرها مجددا , خاصة عندما تحشر اسرائيل انفها في اعدادها والتحريض عليها .