تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أين عنق الزجاجة?!

الافتتاحية
الاربعاء 5/12/2007
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لم تكن سورية داخل الزجاجة كي تغادر عنقها!?

هم حاولوا وضعها, ولم تقف الأمور عند حدود النيات بل اتخذوا من أجل ذلك إجراءات وقرارات تبدأ في الكونغرس الأميركي ولاتنتهي في مجلس الأمن الدولي ولاتستثني الاتحاد الأوروبي .. بل ربما أنها لم تستثن حتى الدول العربية.‏

كانت حرباً معلنة دون أسلحة.. حتى صورت الأمور أنها ليست فقط حصاراً داخل زجاجة إنما شاة على باب المسلخ.. ولم يكن ثمة مجال للأوهام حول خطورة المواجهة مع الضغوط من كل صوب اعتماداً على معادلة تقول:‏

لن نهمل إشاراتهم وقراراتهم الخطرة.. ولن يسكننا الرعب.‏

يبدو واضحاً الآن تراجع الضغوط عن سورية.وهو ما يثبت صحة الموقف والسياسة السوريين...‏

لكن.. ليس دقيقاً القول: الخروج من عنق الزجاجة..‏

إنما هو مشرو ع انتصار.. وأكره أن يعلن النصرقبل أوانه.. داعياً إلى التقيد بحدود الموضوعية.. وبدقة وموضوعية أرى أن انفراجات عديدة لاحت في الأفق وتمثلت على أرض الواقع من حول هذا البلد الصامد الصابر.. وبالتالي وبالضرورة تراجعت التحديات و لو لخطوات ..و لاسيما التحديات الخارجية.. ولدي الجرأة أن أقول إن التحدي الداخلي هو أكبر التحديات التي تواجه التألق السوري القادم.‏

في سياستنا الداخلية.. هناك نشاطات.. هناك فعاليات.. هناك توجهات ..هناك إصلاحات.. هناك تغييرات.‏

لكن..‏

على أي منهج يسير ذلك كله?!‏

إن الوضع السوري الداخلي اليوم فيه مما هو خارج عن التخطيط والإحصاء أكثر من المخطط له.. في السوق السورية أموال وأعمال ونشاطات.. أموال كثيرة.. أعمال كثيرة.. نشاطات كثيرة.. ليست أصغر مما يعلن عنه.. بل أكبر.. وهذا لايعني الدقة فيما يعلن عنه الذي غالباً يأتي منفوخاً, يعني أكبر من الواقع وغير قادر على مقاومة وخزة إبرة..‏

وعندما تسيطر على نشاطات السوق بنسبة عالية حركة الأموال بعيداً عن المخطط له والموجود على قائمة الإحصاءات.. يتجه النمو ا لاجتماعي إلى زيادة الغني غنىً والفقير فقراًَ والثراء الطفيلي.. والمشكلة لاتحل بإضافة عبارة (الاجتماعي) إلى اقتصاد السوق.. بل بدقة المعرفة ومن ثم الخطة وبالضرورة الإحصاء..‏

ثقة المواطن بالعمل الحكومي جزء من ثقته بوطنه.. وكلاهما مسؤول:‏

العمل الحكومي‏

والقطاع الخاص‏

كلاهما مسؤول ومعني بالوضع الاجتماعي للناس.. وأمام حركة الأموال ونشاطاتها في سورية المبتعدة عن التخطيط والإحصاء.. لابد من تحالف حكومي مع القطاع الخاص المنظم الفاعل.. كي تكون مصلحة المواطن من خلال المعرفة والتخطيط والإحصاء..‏

ومن أجل ذلك يعلن القطاع الخاص مالديه ومما يعاني..‏

ولتتصرف الحكومة باتجاه أولوية الخاص المنظم.. إلى درجة مشاركته بالقرار.. فهو أيضاً يتحداه ذاك النشاط المالي الذي نشعر به ولانلمسه, ومن تحالفهما لابد أن تكون ولادة دعم غير مسبوق للطبقة الوسطى صاحبة الفعل في البناء والتنمية.‏

ليس في سورية مشكلة تمويل .. بل مشكلة تنظيم ورؤى مفتوحة وسدود عالية مصلحتها منع هذا وذاك أي منع التنظيم ومنع الرؤية..‏

أصحاب هذه المصلحة هم الذين سماهم الرئيس بشار الأسد يوماً الانتهازيين..‏

اليوم ثمة انفراج.. وبالتالي ثمة ضرورة لسياسة داخلية تستوعب التألق الموعود.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 05/12/2007 08:01

ثمة عدة نقاط خارجية وداخلية أتفق فيها مع نص المقال,وثمة بعض العبارات كوصف لاأتفق فيها, ففي الداخل فعلا مازالت حركتنا الإقتصادية خارج الإحصاء الذي هو الأساس,وعندما يخف ضغط الخارج لابد من التركيز أكثر على الداخل وحتى اللحظة مازالت إيجابيات الداخل إعلامية وهوائية لم يلمسها المواطن , بل استفادت النخب منها وخاصة المسمون من فوق بالإنتهازيين ومن تحت بالفاسدين, وهذا ينعكس سلبا على اللحمة الداخلية التي مازالت تعاني من طحن الطبقة الوسطى, وفي الخارج فإني أعتقد بأنه لم يبق مسؤول غربي نافذ أو عربي شبه نافذ إلا وشارك في الضغط الهائل على سورية لفصلها عن مسارها الممانع, بل توقعوا أكثر من عزل النظام , وكانوا بانتظار موت سورية, وهذا يعني وجوب عدم الإطمئنان كلية لحالة الإنفراج الحالية ولو رحبنا بها, بل اعتبارها مجرد استراحة محارب تسنح لنا.والنتيجة أنني كمواطن عادي متابع مازلت أطمئن لسياسة بلدي الخارجية, ومازلت غير مقتنع بسياسة بلدي الداخلية.

wanos |  wanos@maktoob.com | 06/12/2007 10:35

مبروك لك المنصب الجديد يا امير الكلمه لقد سررنا كثيرا فان دل هذا على شيء فانما يدل ان وطننا بلدنا قرارنا بدا يظهر فيه مبدا افتقدناه طويلا ومازلنا وهو الرجل المناسب في المكان المناسب جميلة هي قراتك السياسيه يا امير الكلمه فانك عندما تكتب كانك تكتب بقلوبنا وافكارنا وامانينا شيء مقدس الهي ازلي انتماء واحد يجمعنا هو محبة الوطن فلقد ابكتنا مقا لاتك مرات لانها مست وجدان القارئ هكذا نحن السوريون عرفنا التاريخ وعرفنا الصديق واقر بذلك العدو وانا بكيت مرتين الاولى عندما قرات( تحولات قريه) وفي الثانيه عندما قرات (سوريا الله حاميها) اتمنى لك التالق والسعادة الدائمه التوقيع : تحولات قريه

عمر صيداوي-سوري مغترب |  omar_sidawi@online.de | 06/12/2007 15:10

اشكر الكاتب على مقالته وأشكر الأخ wanos على مشاعره الوطنية الصادقة. أنا أعشق كل انسان عنده وطنية وغيرة على وطنه..هكذانحن السوريون كما عرفنا التاريخ نحب وطننا ونبذل من أجله الغالي والنفيس!! حمى الله سورية العروبة وشعبنا البطل ورئيسنا الشاب سيادة الدكتور بشار الأسد وشكرا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية