فبعد سنوات من فبركة الأخبار عن وجود مفاعلات ومواقع نووية في سورية ومن تلفيق الروايات عن أن الاستهداف والعدوان الاسرائيلي كان لتدميرها وخصوصاً في موقع «الكبر» بدير الزور هاهي الاستخبارات الأميركية تخترع كذبة إضافية تسوّقها للإجهاز على أي بارقة أمل تقود إلى الحلّ السياسي للأزمة.
وتتلخص الكذبة الجديدة بالقول إن سورية قادرة على إنتاج أسلحة «بيولوجية» وان الحكومة السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير في هذا المجال إلى الإنتاج المحدود.
لكن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذا «الإبداع» الجديد في أروقة الاستخبارات هو: ألم يكفِ الـ«سي آي إيه» فضائحها في العراق عندما ورّطت بلادها في حرب مجنونة كلفتها أكثر من ثلاثة تريليونات دولار وآلاف القتلى ودمرت بلداً بأكمله وحلّت مؤسساته وشرّدت شعبه بذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ثم تبين لاحقاً أنها من نسج خيال هذه الاستخبارات وأنها مجرّد أكاذيب لا أساس لها من الصحة؟!.
ثم ألا يكفي توريط الشعب الأميركي بمستنقعات الإرهاب واختراع المنظمات الإرهابية التي لم تجلب له إلا الكوارث والمآسي بذرائع واهية مثل امتلاك الأسلحة المحرّمة دولياً؟! وأخيراً أين هي هذه الاستخبارات من الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية الاسرائيلية؟ أم أنها أليفة ولا تضرّ بالأمن العالمي؟!.