تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية بين قمتي دافوس وسيلاك

منطقة حرة
الأحد 2-2-2014
د: حيان أحمد سلمان

تضم مجموعة سيلاك /33/ دولة ومنها ( كوبا - كوستاريكا - تشيلي- فنزويلا - الأرجنتين - الإكوادور ...الخ ) وتشكّل نسبة 17% من دول العالم البالغ عددها 193 دولة، وتعتبر من أكبر التكتلات السياسية والاقتصادية في قارة أمريكا اللاتينية

وبحر الكاريبي، أي إنها تضمّ أغلب دول نصف الكرة الغربية ماعدا الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، تأسست المجموعة في تشرين الأول عام 2011 في مدينة ( كاراكاس الفنزويلية ) بدعم من قبل الرئيس الفنزويلي ( هوغو شافيز ).‏

وقد عقدت المجموعة قمتها السنوية الثانية في 28-1/29 /2014 في مدينة هافانا الكوبية، وانتقلت رئاسة المجموعة من كوبا إلى كوستاريكا، وركزّ البيان الختامي للمجموعة على دعم الحلّ السلمي في سورية ومكافحة الإرهاب وعدم الاستقواء بالخارج واحترام السيادة الدولية لكل دولة ووضع سياسة عالمية للتخلّص من الهيمنة الأمريكية والليبرالية الاقتصادية المتوحشة ورفض الاعتماد على المعايير المزدوجة لضمان الهيمنة الغربية، واقتصادياً تمّ التركيز على ترسيخ معالم نظام اقتصادي عالمي قائم على العدالة والمساواة بين الدول وتعزيز النظام الإقليمي ومعالجة قضايا الفقر والتهميش وترسيخ السلام العالمي ورفض العقوبات الاقتصادية الأمريكية أحادية الجانب على كوبا منذ عام 1960.‏

ويأتي اجتماع دول مجموعة سيلاك وسط تداعيات كبيرة للأزمة الاقتصادية العالمية والتي انطلقت من قلب الولايات المتحدة الأمريكية و من شارعها المالي ( وول ستريت )، والآن يعاني الاتحاد الأوربي الحليف الأقوى للولايات المتحدة الأمريكية من تداعيات هذه الأزمة، فقد وصلت كل من البرتغال وايرلندا واليونان إلى حافة الإفلاس وقبلها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الهاوية المالية، ورغم التدخل المباشر للترويكا الأوربية الممثلة في ( المفوضية الأوربية والمصرف المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي ) إلا أنها لم تجد أي نتائج ملموسة.‏

ورغم المحاولات الغربية والمرفوضة إنسانياً للخروج من أزمتها مثل التمدد في دول أوربا الشرقية التي لم توقع عقوداً مع الاتحاد الأوربي وإحداث الخلل في بنية دولها مثل جمهورية يبلا روس وأرمينيا وجورجيا وغيرها، ومؤخراً توجهت دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة للتدخل السافر في أوكرانيا وصل إلى حدّ المواجهة الدامية بين مكونات المجتمع الأوكراني، والكثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين يفسر هذا في فشل الدول الغربية وحلفائها من عائلات ومشيخات مغرقة في الجهل والتخلف مثل عائلة آل ثاني والعائلة السعودية والإخوان المسلمين في تركيا بتنفيذ مخططاتهم في سورية فشلهم في محاصرة كل من روسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية والسيطرة على موارد المنطقة.‏

وفي أوكرانيا مثلاً فإنهم يهدفون إلى إفساح المجال أمام الاستثمارات الغربية لاستثمار الكثير من الثروات الباطنية والزراعية، كما يأتي اجتماع سيلاك بعد ( القنابل والفضائح الاقتصادية ) التي ظهرت في منتدى (دافوس الاقتصادي) والذي عقد مؤتمره رقم /44/ تحت شعار ( حلّ مشكلة اللاعدالة في التوزيع ؟!!)، ولكن الوقائع تؤكد تعميق الفجوة بين أغنياء وفقراء العالم، فقد أكدت مثلاً شركة (OXFAM) الخيرية أن ( 85 شخصاً في العالم يمتلكون من الثروة أكثر من 3,5مليارات من سكان العالم ) وأن 1% من سكان العالم يمتلك أكثر من 46% من ثروة العالم، فهل يحقّ لهذه الدول التي تدعي عدالة التوزيع في العالم أن تتكلم عن ذلك أم أن العالم بأمس الحاجة إلى نظام عالمي جديد اقتصادي وسياسي، وكل الدلائل تؤكد أن مرتكزاته تنطلق من سورية ويتجسد هذا في انتصارها على المؤامرة الكونية التي تتعرض لها، وهذا نتلمسه في الأفق الاقتصادي والسياسي العالمي وهذا أشار إليه بشكل واضح البيان الختامي لمجموعة سيلاك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د.حيان سليمان
د.حيان سليمان

القراءات: 917
القراءات: 1080
القراءات: 883
القراءات: 1148
القراءات: 892
القراءات: 934
القراءات: 1072
القراءات: 960
القراءات: 876
القراءات: 841
القراءات: 806
القراءات: 2181
القراءات: 916
القراءات: 1000
القراءات: 1069
القراءات: 1006
القراءات: 992
القراءات: 1077
القراءات: 2328
القراءات: 991
القراءات: 1430
القراءات: 1099
القراءات: 1128
القراءات: 1102
القراءات: 1113

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية