, فيما يقفل كل عضو من أعضاء وفد اتلاف الدوحة السعودي إلى جهة ووجهة مختلفة, بعضهم عاد إلى باريس وآخرون إلى استنبول فيما يمم غير واحد صوب الرياض بانتظار المزيد من خطط التآمر لمواجهة المبادرات السورية الخارجة من رحم الشعب السوري والمرتكزة إلى قواه ومبادئه الأصيلة .
نهاية مرحلية متوقعة تعكس حقيقة الواقع , فالسوريون يعودون إلى وطنهم , فيما غيرهم ينزوي في الغرف الفارهة في الفنادق الكبرى , والمعارضة الوطنية خارج دائرة الفعل والتأثير بقرار سعودي سلب حق المعارضة وصادر رأيها ومنعها من التعبير عن موقفها في بناء سورية المستقبل.
لم تكن النتائج الأولية بالحدود المقبولة لكنها كشفت عن صدق سورية في التعامل الجاد مع قرارات المجتمع الدولي والتزامها بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواعيد ووضوح رؤيتها في وضع تصوراتها بشأن المرحلة المقبلة وشكل المشاركة السياسية لكل أبناء الوطن ببناء دولة ديمقراطية تعددية ذات سيادة كاملة ترفض التدخل الخارجي والإملاءات الغربية وتسهم في محاربة الإرهاب بالنيابة عن المجتمع الدولي كله.
لقد بدا واضحاً للمجتمع الدولي حقيقة الأزمة المفتعلة على سورية , وتعرت الأنظمة التي ما زالت تدعم الإرهاب والشخصيات المفروضة على وفد المعارضة التي تدعم وتؤيد الإرهاب وتعتبر جبهة النصرة وداعش والجبهة الإسلامية وغيرها تنظيمات غير إرهابية , وذلك من داخل أروقة الأمم المتحدة ذاتها دون خوف أو استحياء من تبني مثل تلك المواقف الإرهابية المتناقضة مع كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية , نزولاً عند رغبة آل سعود الموغلين في استباحة الدم السوري , وتغاضياً من جانب الإدارة الأميركية التي ما زالت تتخبط في البحث عن آلية للخروج من مستنقع الإرهاب الذي غرقت فيه ولا تعرف سبيلاً للخروج منه، يكفيها شر الاعتراف بسياستها التي تعاملت فيها مع سورية على مدى السنوات الأخيرة وضرورة دخولها في حوار سياسي مباشر مع الدولة السورية حفاظاً على مصالحها في المنطقة بما يعكس دورها كقوة عظمى والتزامها أمام المجتمع الدولي بالحفاظ على الاستقرار في العالم.
استراحة لعشرة أيام تحمل الكثير من الخبايا لكن الخلود إلى الراحة وحده يبقى الفارق ما بين المتحاورين , فالوفد السوري ينام في دمشق بين أهله وذويه فيما يتقلب أعضاء وفد المعارضة على جنوبهم لا يدرون متى يلفظهم أسيادهم ومتى يتركون أجنحتهم الفارهة ويعودون إلى شوارع الضياع.