أن يقتل وفي طريقه إلى منزله على أطراف اليرموك الذي أصر على البقاء فيه...قد يستغرب البعض إصراره على البقاء في منزله حتى الموت!
كل من غادر منزله يدرك معنى أن تبتعد عن منزلك موطن آمالك وأمانك...تاركاً إياه في يد الغيب تعبث به كيفما شاءت ..بعض اللحظات حين تغلبك مشاعرك ربما تجد الموت أهون..كما فعل ياسين بقوش!
ويبدو أننا في الغياب نكتشف فعلا أهمية الاشخاص ..حضورهم الدائم يجعلنا نعتقد انهم لن يغادرونا وسيكونون في متناولنا كل الوقت،.. الى أن يأتي غيابهم الفاجع ليزلزلنا.
غيابه التراجيدي وضع محبيه في صدمة لم يتوقعوها..كل يعتقد الموت بعيد عنه وعن أحبائه ويبدو أنه أقرب الى الجميع أكثر مما نتوقع!
أعتقد أن سر الالم عند شريحة واسعة من الناس لغيابه لأنه مثلهم. لأنه يمثل أولئك القابعين في بلدهم رافضين مغادرتها طوعاً أو قسراً...تلك الشريحة البسيطة التي آثرت وطنها رغم كل كوارثه مستغنية عن غربة قاسية لا تمتلك مستلزماتها المادية ولا النفسية...
حضر لأيام قليلة على الفضائيات وتناولته مقالات عديدة...وكأنهم يتحدثون عن أسطورة فنية لا تغيب.. ثم كما حضر فجأة بسبب حادثه المأساوي ..عاد ليغيب مجددا.. دون ادنى استنكار كعادته هادئاً ...طيباً...صامتاً.. ولكن هذه المرة الى الأبد!
soadzz@yahoo.com