تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سوري مقهور

معاً على الطريق
الاثنين 30-7-2012
أنيسة عبود

على شريط أخبار الفضائيات السورية أقرأ دائماً عبارة (سوري مقهور) بعد أن يشكو من الظلم الواقع على سورية..أو يروي حادثة عن مخربين ومجرمين ولصوص يعيثون فساداً في البلاد..

وأنا هنا أريد أن أستعير تلك العبارة الموجزة التي تلخص وجع السوريين المقهورين وخاصة من الذين يدعون إلى الانشقاق عن الجيش أو عن البلد ويهربون إلى بلدان الحرية والديمقراطية والمساواة مثل قطر وبلاد الحجاز المحجوزة في عباءات آل......والتي تدلت حتى داست عليها كلينتون فسال منها الدم السوري والليبي والفلسطيني..‏

ولأني استعرت عبارة السوري المقهور بعبارة (سورية مقهورة) أعلن دهشتي من تسمية اللصوص الذين يعرفهم الشعب السوري جيداً, ويعرف مدى ارتكابهم وما فعلوه بالبلد (بالمنشقين), لأن الاسم صغير على هؤلاء ولا يليق بهم سوى اسم: خونة وعملاء وانتهازيين..وليسوا معارضة منشقة تتألم لحال البلد أو لحال الشعب..فأين كان منهم الشعب عندما نهبوه وأذلوه وبنوا القصور من سرقة هذا الشعب؟.‏

ولأني مقهورة.. والشعب السوري الأبي مقهور وكذلك المعارضة الوطنية التي تصرخ داخل البلد وليس من قصور (حمد) لا بد من إعادة السؤال الذي طرحناه منذ سنين..لماذا تتبدل الكراسي ولا تتبدل العقول؟‏

لماذا ندير زوايا الأسماء.. فيصير المدير مؤبداً على كرسيه أو يتحول من حال إلى حال, وكأن البلاد خلت من الرجال.‏

كم من المناصب تسلم سفيرنا المنشق؟‏

وكم من المخالفات والسرقات والخطايا أرتكب؟ وكم يوجد في البلد من أشباه له لم يقدموا للبلد شيئاً, بل كان جل إبداعهم هو الأخذ والنهب وبناء القصور وتصيد الغواني.. كم من سوري مقهور من تشكيلات وزارية وإدارية وحتى نيابية؟‏

تعالوا لنكاشف بعضنا, وتعالوا لنتفق أن الكثير من المسؤولين الذين شكونا منهم وشكونا عليهم لم يتغيروا بل تغيرنا نحن وعوقبنا نحن وهم ترقوا وارتقوا إلى مناصب أعلى ليكون لهم الميدان الواسع الأعلى لمعاقبة من لا يرضخ له ويقول (حاضر) ومن لم يقدم لزوجته الهدايا في عيد ميلادها.. أو لم يبارك لها عملية البوتكس والسيليكون.‏

السوريون الصابرون على الغلاء والحصار والدم.. هم الذين دفعوا الثمن سابقاً ويدفعونه الآن, وهم الذين (كما قال المعارض عادل نعيسة في حوار تلفزيوني) تصغر جراحهم أمام جراح الوطن..‏

أجل تصغر الجراح عند السوريين الوطنيين.. وترخص الدماء من أجل عيون سورية الحزينة.. ولكن في قلوبنا غصة..وفي ذاكرتنا الكثير من الجراح التي نتناساها الآن لأننا في هذا الآن لا نتذكر سوى الوطن. ربما كان هروب السفير الخائن سبب البوح بقهرنا نحن الذين ندفع فاتورة أخطاء قديمة.. وربما التشكيلات الجديدة للحكومة وللمحافظين هي التي تجعل السوريين يتساءلون: ماذا قدمت الوزارة الماضية وماذا ستقدم الوزارة الجديدة؟ هذا التساؤل ليس استخفافاً وليس تشكيكاً بإخلاص بعضهم,ولكن ليطمئن قلب السوريين..‏

والسؤال.. لماذا يظل المواطن مواطناً إلى أن يصبح مسؤولاً؟‏

السوريون المقهورون يريدون حلاً لمشكلات كثيرة وإذا كانت غير قابلة للحل فلنكن واضحين وشفافين.. بيّنوا لنا أعذاركم..أقنعونا.. سنصبر عندما نقتنع..سنتحمل كما لم يتحمل شعب كل صنوف الغلاء والاحتكار والغش والقتل والحصار.. نقدم شبابنا قرباناً للوطن ونضحي بأرزاقنا ونتحمل شظف العيش ونطبخ على الحطب.. وننام على العتمة..وننقطع عن الفرح من أجل سورية وعزة سورية.‏

مواطنة سورية مقهورة تقول..أصدقونا القول والفعل. وسنصمد إكراماً للشهداء والجرحى ونتحمل كما علمتنا أمنا سورية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 711
القراءات: 856
القراءات: 762
القراءات: 722
القراءات: 768
القراءات: 677
القراءات: 704
القراءات: 908
القراءات: 955
القراءات: 785
القراءات: 763
القراءات: 801
القراءات: 792
القراءات: 879
القراءات: 782
القراءات: 770
القراءات: 763
القراءات: 846
القراءات: 755
القراءات: 905
القراءات: 770
القراءات: 821
القراءات: 900
القراءات: 981
القراءات: 785

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية