ما يدعي مرهفو تلك القلوب، وبالطبع الأهداف ليست كذلك، فلا الشعب السوري في حسبانهم، ولا سلامة مدننا تعنيهم، القضية أن تلك المطالب والنداءات ليست سوى أنين أو انعكاس لوجع داخلي جراء تعرض مرتزقتهم المجرمين في الداخل السوري إلى عمليات سحق على أيدي عناصر جيشنا العربي السوري، إضافة إلى إدراكهم المطلق بأن مؤامرتهم المسعورة ضد سورية والفاشلة مسبقاً، باتت قاب قوسين من النهاية، مع إدراكنا أن نهاية مؤامرتهم لا يعني انتهاء محاولاتهم لزعزعة البنيان السوري.
حرب كونية.. شارك فيها جميع مرتزقة الأرض.. ولكل منهم هدف وغاية.. من الأميركي ومحاولته إرضاء سيده الصهيوني، إلى الفرنسي والبريطاني ومحاولته إعادة أمجاد غابرة والانتقام من شعب أذله في الأمس .. إلى سلجوقي حالم بأمجاد العثمانية والدولة العلية، إلى مستعرب طبعه الغدر والخيانة .. وبين هذا وذاك وجد متطرف أصولي ضالته لدى أولئك.. لينجرف «سوري» إلى زواريب الجريمة ويتحول أداة قتل في وجه أخ له.
استكلبوا على الدم السوري، فقطعوا واستباحوا وأجرموا بحق البشر والحجر.. ولـ وهلة ظنوا أنفسهم منتصرين، مستغلين حلم الحكومة السورية وأملها بعودتهم إلى جادة الصواب، بالتوازي مع إطلاق عملية إصلاحية على كافة الأصعدة، إلاّ أن الإجرام ازداد، فكان لا بد من الحسم، والعضو المصاب بالغرغرينا لا بد من بتره حرصا على باقي الجسد، فكان الأمر وعند أسوار «القلعتين» دمشق وحلب سقطوا متهالكين بفضل كبرياء وعزيمة جيشنا الباسل، لنسمع من جديد ارتداد الهزيمة ألماً وأنيناً في أنقرة وباريس ولندن وواشنطن وعلى امتداد صحراء العربان، أنين وألم حرصوا ألا يسمع جهارا فأخرجوه بصيغة التداعي لحماية الشعب السوري.. إلا أنهم لن يستطيعوا إخفاء تداعيات الهزيمة وهي تقض عروشهم وممالكهم.
Mon_eid@hotmail.com