تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا الفضاء

رؤية
الأربعاء 6-6-2012
سوزان إبراهيم

مازالت مجتمعاتنا مجتمعات الثقافة الشفاهية. مازلنا ننقل عن قائل مضى وترك كلامه بيننا, لنعمل فيه تفسيراً وتأويلاً.. ونرتب على ذلك عقائدنا واتجاهاتنا في الحياة.

ربما كانت «الحكاية» أول وسيلة إعلامية عرفها البشر, وهكذا تداول الناس الحكايات, ومن زمن إلى زمن, ومن ناس إلى ناس, كبرت الحكاية وزيدت وطالت فكان الجميع صنّاعها الذين بنوا ونسجوا حول نواة قديمة قيلت ولم تتوقف عن النمو.‏

في مجتمع كهذا مولع بتناقل الأخبار والحكايات شفاهياً- أعتقد أن هذا أحد أسباب تدني نسبة ساعات القراءة- وجدت وسائل الإعلام الجديدة مرتعاً خصباً اقتحمته عبر الصورة والكلام المسموع.‏

لم تعد وظيفة وسائل الإعلام تقتصر على علاقة بين مرسِلٍ ومستقبِل, بل عمدت من خلال البرامج الحوارية التفاعلية والمباشرة ونظام النقل والتعليق- كما يقول الدكتور محمد جمال باروت- إلى تكوين الرأي العام وتوجيهه وتعبئته, بينما كانت وظيفتها تقتضي التعبير عن الرأي العام لا صناعته. في مجتمع الثقافة الشفاهية جاءت البرامج الحوارية التفاعلية لتقوم بما تعجز عنه أطنان الكتب والمقالات.‏

لهذا ربما دارت وتدور هذه الحرب الإعلامية بين أطرافها المعروفة, على الاستحواذ على الشارع بتجريعه وجبات حوارية ونقل مباشر من هنا وهناك في اللحظة الساخنة للحدث. هنا ربما يكمن التحدي الذي يواجه وسائل إعلامنا المحلية الوطنية المرئية والمسموعة!‏

إنها الحرب الفضائية المتجسدة في إرسال صورة وصوت يمهدان لحقيقة مرادة, تختلف أو تخالف واقع الأرض بهذه النسبة أو تلك... فهل يكون إيقاف بث الفضائيات السورية مرحلة انتقال مبهر في يوميات الديمقراطية والحرية الإعلامية؟!‏

هل ضاق الفضاء عن استيعاب صورة أخرى وصوت آخر؟! إن كنت موالياً أو معارضاً أعتقد أن قراراً كذلك لا يعكس أبداً فحوى شعارات المطالبة بالحرية والديمقراطية... هذا فضاء يتسع للجميع ولكائنات قادمة نعرفها ولا نعرفها... فأي حكمة خرقاء لعبت برؤوس صنّاع القرار الذي يفضح ولا يبرر!‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية