تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خيــــر المطايـــــا..

من داخل الهامش
الأربعاء 6-6-2012
ديب علي حسن

سؤال يلحّ وكلما حاولت إبعاده عن ذهني يقفز إلى الواجهة ويشتد ويزداد وقعه.. حاولت أن أجد جواباً شافياً فلم أستطع، فكلما عثرت على جواب له، تفرع السؤال إلى غابة أسئلة، وتشظى.. وبت في حيرة من أمري..

لكني آثرت أن يصبح على الورق لأتخلص من عبئه وأفسح لأسئلة أخرى أن تحل مكانه...‏

السؤال المتشظي يقول: من هم خير المطايا (لاخير من ركب المطايا) أهم أصحاب عباءات النفط وقصور الوهم..أم دعاة الحرية في الغرب..؟! من يمتطي الآخر..؟! الهزاز أم عابرة القارات شقراء واشنطن وغريمة مونيكا.. وزير خارجية فرنسا..أم وزير خارجية بريطانيا..أم.. علاقة متشابكة لم أجد لها مخرجاً أبداً...‏

باريس عاصمة النور، لندن عاصمة الضباب والخداع، واشنطن (أمة الرسالة) كما تقول..ماالذي يشد هذه المدن المدعية الحضارة والعراقة إلى الذين لايعرفون أولى أبجدياتها من الذي يجعل ميراث ديكارت وهيغو، وشكسبير وهيمنغواي يلتقي بسباق الهجن والنوق..؟!‏

أم تراها لحظة امتطاء، غرب يخطط ويرحم ويضع الاستراتيجيات وأعرابنا أدوات التنفيذ.. هو الاحتمال الأول والأكثر مصداقية وإلا ماالذي يسوغ ذلك..؟!‏

ملياراتهم في بنوك الغرب يغدقون بها على الملاهي وشراء القصور، والليالي الحمراء.. وغرب متعطش للثروة للمال و(المال الداشر) يعلم السرقة، فكيف إذا من وضع في بنوكه بالأصل هو سارق..؟!‏

كم تساءلت: هل أطلّ أحد دعاة الديمقراطية الغربية وطبولهم الفارغة ولو من نافذة طائرة مدنية ورأى دمشق ومدن سورية وحضارتها وماذا لو عاش بين أهليها.. وفعل الشيء ذاته مع الذين صاروا فلاسفة الحريّة..؟!‏

ولكن ثمة من يقول: إنهم الأعراب وقد اشتروا قادة الغرب (وفتلوا رؤوسهم).. أضحكني ذلك.. هزّتني سخريته... أهؤلاء قادرون على فعل ذلك..؟! قناعتي أنهم ليسوا (أعرابنا) إلا ألعوبة.. والغرب يعمل على مبدأ (فخار يكسر بعضه) مال الأعراب وقد صار في بنوكهم، ونفطهم يتدفق، ولم يبق إلا أن يحترب هؤلاء فيمابينهم... ولتكن البدايات من حيث ضوء الحضارة... أعرابنا هم خير المطايا.. لكن نسيت أن أخبرهم بقصة (الثور) الذي رباه أبي وصار شرساً لأنه مربوط دائماً لم يجرؤ أحد ما أن يقترب منه حتى من أراد أن يشتريه إلى أن كان ذات صباح... أطل رجل يطلب شراءه تحدث بالقرب من الثور أنه سيكون ذبيحة بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد فلان...لأن هذا الثور هدأ فقط فك الشاري رباطه وسحبه بكل هدوء.. لم يقاوم، لم يعترف كأنه كان يقول إذا لم أكن ذبيحة على شرف شهيد.. فلن أكون... هذا خير مطايا الدواب.. وأنتم خير مطايا البشر وبالتأكيد أعرف من يمتطي الآخر..؟!‏

d hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 655
القراءات: 657
القراءات: 683
القراءات: 579
القراءات: 595
القراءات: 672
القراءات: 717
القراءات: 688
القراءات: 559
القراءات: 764
القراءات: 650
القراءات: 638
القراءات: 622
القراءات: 646
القراءات: 630
القراءات: 580
القراءات: 701
القراءات: 603
القراءات: 672
القراءات: 645
القراءات: 709
القراءات: 682
القراءات: 701
القراءات: 620
القراءات: 669

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية