وظهر معها مدى الكذب واللف والدوران الذي انتهجته هذه الإدارة العدوانية حيال الأزمة في سورية عموماً وموضوع انسحاب القوات الأميركية من سورية على وجه الخصوص.
فما إن شنَّ النظام التركي تلك الليلة عدواناً جديداً على عدة مواقع في ريف محافظة الحسكة حتى خرجت تصريحات من ترامب ومساعديه توحي بأن البيت الأبيض قرر سحب جنوده من شمال وشرق سورية، ثم عاد هؤلاء المساعدين لينفوا تصريحات زملائهم، والقول بأن الأمر مجرد إعادة انتشار بسبب العملية العسكرية التركية.
وهي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة ترامب أنها ستسحب جنودها المحتلين من سورية ثم تتراجع وتلعب على حبال الكلمات والمصطلحات، فمنذ غزوها للأراضي السورية وهي تمتهن هذه السياسة التضليلية، وتروج مرة أنها بدأت بسحب قواتها المحتلة ومرة بأنها تعيد انتشارها، ومرة تريد تقليص عددها، ومرة زيادتها من أجل الحفاظ على الأمن المزعوم والحفاظ على الحريات المزعومة ودعم الشعب السوري ومكافحة الإرهاب المزعوم.
وفي كل مرة تعلن فيها أنها بصدد الانسحاب نرى بموازاة ذلك مشاريعها التقسيمية ومخططاتها الانفصالية في سورية وقد تصدرت عناوين إعلامها تحت عناوين احترام حقوق الإنسان ومساندة الأكراد مع أنها تستثمر الميليشيات الانفصالية إلى أقصى درجة ولا يعنيها إلا مصالحها.
لكن رغم كل ذلك فإن الوجود الأميركي الغازي للأراضي السورية وصل إلى طريق مسدود، ولن تكون النهاية إلا طرد المحتل وتحقيق إرادة السوريين.