حيدر حيدر الروائي السوري المشغول بالهم الوطني والقومي والإنساني لم يغادر مجراه، لم يتنكر لتاريخه النضالي ولم تغره بوارق كثيرة.. قرأناه في «الفهد، مرايا النار، شموس الفجر، وليمة لأعشاب البحر..».
وما رأينا أدبه إلا نبضاً للحياة مبشراً بالأمل، دافعاً للمزيد من العطاء.
حيدر حيدر سنديانة طرطوسية امتدت غصونها وفروعها لتضيء أرجاء الوطن كله، وهو السندباد الذي طوف كثيراً وأبدع وقدم، لم يتاجر بإبداعه ولا بنضاله، أبداً... ربما لم يلق ابداعه ما يستحقه من النقد والاهتمام إلا بعدما أثير حول (وليمة لأعشاب البحر).. إننا حين نحتفي به مبدعاً وإنساناً ومناضلاً فإنما نعبر عما يجيش في قلوبنا وعقولنا تجاه مبدعينا.
صحيح أن الاحتفاء صحفي، سريع، لكنه ليس عابراً أبداً، علينا أن نشير، أن ننشر عبق مبدعينا قدر استطاعتنا.. ونترك لمؤسساتنا الثقافية أن تكمل الدور أن تعمقه وتزيده رسوخاً، لا ننكر أنها فعلت ذلك، لكننا نريد الاحتفاء اليوم بالمبدعين أكثر من أي وقت مضى..
ربما أهملناهم- مبدعينا- حينا، تناسينا قليلاً، لكنهم نبض ثقافتنا وإبداعنا..
أردنا في هذه المحطة الأسبوعية أن نحتفي بكتابنا، مبدعينا، فنانينا، مفكرينا... وكما أسلفنا الاحتفاء قد لايليق بالمقام لكنه ضوء وعبق ننشره، وعلى من يهمه الأمر أن يجعل الضوء شلالاً، والعبق قوارير عطر قائمة المحتفى بهم طويلة طويلة، كل مبدع حقيقي جدير بأن ننحني تقديساً واحتراماً له لإبداعه.. المبدع الحقيقي والإنسان حيدر حيدر أنت سنديانة لم تنكسر لم تنحنِ لم تغرك دولاراتهم، ولم يفسد حبرك، ولأنك سندباد لم تبحر سفنه نحو مرافىء الذهب والبترودولار.. لك التحية والتقدير..
dhasan09@gmail.com