كما أنه من البديهي الاعتقاد بأن الاتصالات والمعلوماتية هما الذراعان الأقوى والأوسع انتشاراً للعولمة كمرحلة هامة من تطور البشرية.
وقد اعتبرت وزيرة خارجية إحدى الدول الإعلام عضواً سادساً دائم العضوية في مجلس الأمن, فأي فعل يقدر الإعلام عليه؟ هل يشكل حالة مستقلة, أم هو تابع ووسيط لإرادات؟ هل ما ننقله ونكتبه عبر وسائل الإعلام هو الحقيقة التي جرت, أم هو صورتها وموقفنا منها؟
قيل إن كنت تريد أن ترى الفيل فعليك أن تدور حوله من كل الجوانب, فهل يملك الإعلام الوقت, وقبل ذلك الإرادة, للدوران حول فيلة الحقيقة؟
خطر الإعلام أنه يبني حقيقة موازية.. يرسم خارطة مختلفة.. وأنه قادر على نسج روايات عديدة لواقعة واحدة..
يقول الخبير الفرنسي كريستيان كود فروي: «كلما واتتني الفرصة كي أشاهد برنامجاً أو اقرأ مقالاً أكون على دراية كاملة و مسبقة بمضمونه، أصدم برؤية كم زيّفت الحقيقة، فكل أساليب التضليل و الدعاية بكل أنواعها و التعتيم الإعلامي التي كان يستعملها هتلر في زمانه أجدها قد وظفت بعناية في المقال أو البرنامج»
بهذا قد يكون «التضليل» أو «التعتيم» مرادفاً واقعياً لتسويق صورة مفضّلة عن حقيقة ما.. صورة مشتهاة. لا يمكن للإعلام الحر أن يكون عملة بوجه واحد وحيد (طرّة أو نقش)..
أتذكر ما قاله الدكتور صباح قباني في تعريفه للإعلام: إنه حضور وتأثير.. بهذا المعنى ما هو حجم حضورنا وتأثيرنا على الأرض.. بل على الفضاء؟!
في زمن تصنيع وتفصيل الحقائق على مقاساتِ اشتهاءِ نواطيرِ مفاتيحها.. يمكنك اختيار الحقيقة التي تناسب مقاسك... لكن.. البضاعة التي تباع هنا لا تُرَدْ ولا تُبدَلْ!!
suzan_ib@yahoo.com