فتسير بالتوازي عمليتا ملاحقة تلك المجموعات الإرهابية وعملية البناء والتعمير في كل القطاعات وفي المحافظات كلها الأمر الذي يعزز سلطة الدولة وقدرتها على متابعة مهماتها الخدمية والاجتماعية كما تمضي العملية السياسية بصدر مفتوح على كل الوساطات الدولية الساعية إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الفاعليات الوطنية على قدم المساواة فيما تبرز في المقابل الجبهة المعادية التي ترفض الحوار وتطرح التسلح والتدخل الخارجي بصورة سافرة.
صورتان متعاكستان مابين أصحاب الحق من جانب وأصحاب المشروع التآمري من جانب آخر تبدو امكانية اللقاء بينهما مستحيلة فبعد فترة طويلة من التحشيد الأصولي واستقدام مسلحي القاعدة من أصقاع الأرض تبدى الفشل واضحاً في عدم قدرة المشروع التآمري على تحقيق أي نجاح يذكر، الأمر الذي دفع العصابات الإرهابية لزيادة مساحة التخريب والقتل، وتوسيع دائرة الاغتيال والتدمير تنفيذاً لمطالب السفارات وأجهزة الاستخبارات الخارجية التي لم تدرك بعد حقيقة قدرة الشعب السوري والجيش العربي السوري على الثبات في مواجهة المؤامرة التي لم تعد تخفى على أحد، وذلك بعد انكشاف بعض تفاصيلها من خلال العدوان الأخير على غزة، والموقف الذي اتخذته كل من السعودية وقطر والسعودية ومصر في العمل السريع على إقرار هدنة سريعة وذلك بهدف التفرغ لمواجهة سورية وجيشها بعدما نشطت الوساطات الدولية لعقد جلسات حوار تمهد للمؤتمر الوطني المرتقب.
فالصورة للصراع أصبحت أكثر وضوحاً، ومن يحاولون إخفاءها أو عكس صورتها إنما يسجلون فشلاً تلو الآخر، لكنهم يحاولون استعادة حالات للخراب سبقت وينسون أو يتناسون قدرة سورية على تجاوزها.
الواقع يبقي الصورتين ماثلتين للعيان ففي جانب يستمر العمل الدؤوب للحكومة للقيام بكامل مهامها، وفي جانب يتواصل التصدي لمجموعات القتل فيما يبقى الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل راغب في حوار يشارك فيه الجميع.