تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جنيف2.. ألغام أميركية تنفجـــر بأصحــابــها

الصفحة الاولى
الإثنين 27-1-2014
أمين حطيط

لا يظن احد ان سورية بوفدها الرسمي المفاوض في جنيف الان، تفاوض بالفعل حفنة من الاشخاص جمعتهم اميركا في لحظة من الزمن و اسمتهم «ائتلاف وطني سوري» بعد ان اسبغت عليهم صفة الممثل للمعارضة السورية

اوبشكل اكثر فضفضة اسم «الممثل الشرعي للشعب السوري»، لان مثل هذا الظن منفصل عن الواقع وبعيد عن الحقيقة.‏

فسورية في جنيف اليوم تفاوض اميركا ذاتها حيث يقود ممثلها فورد (السفير الاميركي في دمشق سابقا) المجموعة المسماة وفد «الائتلاف السوري المعارض»، في مفاوضات اضطرت اليها اميركا التي قادت عدوانا كونيا على سورية، مفاوضات اضظرت اليها بعد ان تكرر الفشل والاخفاق في الميدان وتفاقمت نتائجه وبعد ان استهلك العدوان بموجاته المتتالية واساليبه المتعددة على الارض السورية الكثير من الادوات والوسائل بما فيها ما عرف او اسمي «القيادة الميدانية» فاستهلكت منهم القيادة تلو الاخرى من قطر الى تركيا الى السعودية اخيرا.. (حسنا فعل وزير الخارجية وليد المعلم بعدم الدخول الى قاعة المفاوضات والاقامة في غرفة قريبة منها وليوازن المشهد الشكلي مع الممثل الاميركي‏

فورد الذي يدير الوفد المعارض من غرفة قرب قاعة التفاوض).‏

أ‌. ذهبت اميركا الى جنيف 2 معولة على حلقات التفاوض التي يديرها ممثل الامين العام ومندوبه الى سورية الاخضر الابراهيمي، وهي تتصور ان بامكانها او ان احلامها متجهة الى تحقيق واحد من ثلاثة اهداف تأمل ان تنجح في الوصول الى احداها وهي:‏

1) احراج سورية لاخراجها او استفرادها عبر سلسلة من الافخاخ والكمائن التي نصبتها لها بدءا من صيغة الدعوة وجدول الاعمال المرتبط بجنيف 1 حسب التأويل الاميركي المتحفظ عليه لا بل المرفوض سورياً مروراً بدعوة ايران ثم استبعادها عن المؤتمر، وصولا الى فخ الامين العام ومحاولاته التضييق على الوفد السوري اثناء افتتاح المؤتمر. كانت اميركا تتصور أن استفزازها لسورية بهذا الشكل سيقود سورية الى رفض مؤتمر جنيف 2 والظهور بمظهر الرافض للحل السلمي خلافا للحقيقة ثم تتحمل مسؤولية ذلك وما يترتب عليها دوليا.‏

2) تحقيق غايتها الاصلية بتغيير النظام السياسي السوري وابداله بنظام دمية تسيطر عليه وتعيد عبره رسم الخريطة الاستراتيجية لسورية والمنطقة، على أن تنفذ ذلك بمناورة استغباء واحتيال تلجأ اليها عبر تفسير بيان جنيف 1 – بيان 30 حزيران 2012 – بما يوافق هذا التطلع. اي اعتبار جنيف 2 هيئة ذات وظيفة تنفيذية لبيان يعتد به على انه وثيقة تأسيسية تنص على التغيير الشامل للنظام واشخاصه كما تريد او تحدد اميركا.‏

3) كسب الوقت من خلال عمليات التفاوض واللجوء الى ما تسميه العمليات الانسانية لاتاحة الفرص امام جماعاتها المسلحة لاستعادة توازن ما في الميدان ووقف اندفاعة الجيش العربي السوري ومنعه من مراكمة الانجازت العسكرية، والحؤول دون استثمار سورية لبرنامج المصالحات الوطنية التي تعقد بأشراف الدولة وإدارتها. وقت تريده اميركا لاعادة تنظيم الجماعات المسلحة ووقف القتال بين صفوفها، بالشكل الذي يعطي اميركا اوراق قوة ميدانية قابلة للاستثمار.‏

ب. لقد وعت سورية وحلفاؤها خاصة في محور المقاومة وفي طليعتهم ايران، وعت الخطة الاميركية وادركت اهدافها ووضعت لكل شأن منها ما يناسبه من مواقف تجهض المكيدة وتعطل المناورة، ونستطيع ان نقول الان وبعد جولة لمواجهة الاولى:‏

1) ان الافخاخ التي نصبت لاحراج سورية وتحميلها مسؤولية فشل جنيف 2، هذه الافخاخ انفجرت بزارعيها واتاحت لسورية فرصة ثمينة للظهور امام العالم كله بانها دولة متماسكة لها رجالها الذين يدافعون عنها في المجالات والميادين السياسية والدبلوماسية والاعلامية فضلا عن العسكرية التي بات العالم كله يعرف كيف ان سورية تقود عملياتها الدفاعية بنجاح واتقان.‏

2) ان العمل بما تريده اميركا من تسليم السلطة لعملائها هو امر مستحيل، ولا يوجد قوة في العالم يمكن ان تفرض على سورية حكامها، وبالتالي اذا كان بيان جنيف 1 يعني بالفهم الاميركي ذلك فان هذا البيان سيكون في بنده هذا مردودا على اصحابه ولن ينفذ منه حرف، لان جل ما تقبل به الدولة السورية اليوم ويمكن تنفيذه هو القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية يعينها الرئيس الأسد المستمر في كامل صلاحياته حسب الدستور النافذ، ويمكن لهذه الحكومة ان تشتمل على اشخاص مما يسمى معارضة وتكون نسبة تمثيلهم بمقدار ما يمثلون من الشعب السوري.‏

3) ان منح الفرص للجماعات الارهابية لاعادة التنظيم هوامر لن يمر، لان خديعة الممرات الامنة والممرات الانسانية وعمليات الاغاثة، لا يمكن ان تمرر على دولة ومسؤولين واجهوا العدوان لنيف و3 سنين وعلموا ما علموا من مناوراته وخدائعه واكاذيبه. واذا كان البعض يظن ان ادخال تلك «المساعدات الغذائية وغير الغذائية « كما ذكر الاخضر الابراهيمي، سيمكنه من ادخال السلاح والذخيرة الى منطقة حمص واجهاض الانجاز الاستراتيجي السوري الذي تمثل بمعركة القصير وما تبعها، فهو برأينا واهم. ولن يجد المخطط الغربي نفسه في وضع يستطيع معه وصل طرابلس في شمال لبنان بحمص فالبادية في سورية كما يشتهي.‏

اما بالنسبة للمساعدات الانسانية ذاتها فان تزويد السوريين بها وفي اي مكان على الارض السورية هو مطلب رسمي سوري تعمل الدولة عليه ولكن الارهابيين هم من يمنع تحقيقه، وسيكون تنفيذ هذا الامر وبحدود ما تعني مواد الاغاثة الانسانية مترافقا مع اطلاق سراح بعض الموقوفين والمخطوفين سيكون ايضا تنفيذا لرغبة سورية باعتبار ان الدولة تعمل بذهنية المسؤول عن كل ارض سورية وعن كل مواطن سوري.‏

وعلى هذا الاساس يمكننا القول بان اميركا ستفشل في جنيف2 كما فشلت في الميدان السوري والفشل سيكون لاميركا وليس لجنيف2 الا اذا نظر لجنيف 2 من منظور اميركي عندها سنقول فشل المؤتمر، بينما سيكون الامر خلاف ذلك اذا نظر اليه بمنظار آخر، حيث ان سورية اثبتت موقعها الدولي، وكسرت الحصار الاعلامي الغربي طيلة 3 سنوات، واكدت انها تملك مقومات الدفاع الناجح عن الذات والحقوق في كل المجالات.‏

ومع هذا الفشل الاميركي المنتظر لن يكون هناك وزن او قيمة لمسارعة وزير خارجية السعوديين لمناداة السوري بالهوية ورئيس وفد اميركا في المؤتمر (رئيس الائتلاف المعارض) بعبارة «يا فخامة الرئيس»، ولن يكون محل لحلم اميركي بتفكيك الدولة السورية ومؤسساتها وجيشها كما فعلت اميركا في العراق اذ لن يكون محل لـ»مجلس حكم انتقالي سوري»، ولن تتاح الفرص للارهابيين لتعويض ما خسروه او رأب ما تصدع من منظومتهم، في مواجهة الجيش العربي السوري والقوات الحليفة..‏

وفي الخلاصة نقول اذا كان جنيف 2 معدا لتحقيق الاهداف الاميركية التي ذكرت، فانه قطعا سيفشل في ذلك، اما اذا استوعبت اميركا الواقع وقرأته بموضوعية فان المؤتمر قد ينجح في تحقيق حل يوفر شيئا من المعاناة.. لكننا لا نرى ان هذه الموضوعية ممكنة مع الفكر الاستعماري...وقد يقدم جنيف 2 شيئا على الصعيد الانساني، اما السياسي فلن يكون الا ما تريده الدولة السورية وفقا لقرار شعبها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أمين حطيط
أمين حطيط

القراءات: 1103
القراءات: 1743
القراءات: 1841
القراءات: 2068
القراءات: 2400
القراءات: 2446
القراءات: 2508
القراءات: 2495
القراءات: 2460
القراءات: 2962
القراءات: 3452
القراءات: 3063
القراءات: 3613
القراءات: 3449
القراءات: 3196
القراءات: 3764
القراءات: 3467
القراءات: 4492
القراءات: 4282
القراءات: 4662
القراءات: 4363
القراءات: 4267
القراءات: 4284
القراءات: 4688
القراءات: 5257

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية