تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عادل أبو شنب ...

رؤيـــــــــة
الأربعاء 30-5-2012
 سوزان ابراهيم

هو حقاً «عالم ولكنه صغير» على اتساعه.. وأن تكون بهذه الروح الحارة العاشقة للحياة, فأنت تشبه «زهرة استوائية في القطب», كان عادل أبو شنب- أحد رواد الحياة الأدبية والثقافية في سورية- كما غصن «الآس الجميل» الذي نزين به موتنا المعنوي, إذ يمنحُ هذا الباهتَ فينا روعة الاخضرار الدائم.

كلما مررت باسمه في جريدتنا في زاويته الثابتة, أهمس وبشكل لاإرادي: هو رجل يحرث الأرض البور بقلمه, ويحرث صحراء الوقت بفكره, يعاند سنواته الثمانين ويملأ عيشَه حياة. لم توقف ثمانينه ذاك الجسد الضئيل عن متابعة الحياة الثقافية بكل تفاصيلها.‏

قبل سنتين التقيته في مقهى الروضة, يحمل حقيبة جلدية صغيرة متخمة بالأوراق.. أعجبني تواضعه.. وهمّته.. وإصراره.. ومنذ شهور كان يلحّ على خاطري, لكنني للأسف لم أره ثانية.‏

حين رأيت عادل أبو شنب, تذكرت الأديب حنا مينه, المتمرد على جسده, وهو يحمل ثمانيناته أيضاً ويدق على صدره: الجسد يخون لكن الروح لا تخون! هو سر الروح إذاً التي تفيض على حدود جسدها العاجز, والذي يحاول التضييق عليها, لكن الكاتب أو الفنان هو فقط- وبعض الناس الاستثنائيين- من تقهر روحُه وعاءَها, فينتقم منه الجسد بمزيد من العجز, وتنتقم الروح منه بمزيد من الفيض الأخضر.‏

عادل أبو شنب «الطفل الجميل» و«الطفل الشجاع» واحد من جميعِ «أصدقاء النهر» نهر الحياة والكلمة الطيبة.. فما عساه يفعل سيف هذه الكلمة في عالم اليوم الفاغر فاهاً على الدم والعنف!؟‏

مازال دونكيشوت الكلمة التي أصلها في الأرض وفرعها في السماء تحمل سيفها الخشبي, وتقاتل كل دراكولات العالم المتحضر الذي لا يعتمدك واحداً فيه إلا بمقدار رصيدك من الدم.. رصيدك من قهر الآخر.. من قتل الآخر..‏

وداعاً عادل أبو شنب.. أحياناً أحسدك.. إذ لعل الموت كان رحيماً بك فجنّبك متابعة السير في هذا النفق المظلم الذي لا تبدو شمعةٌ في آخره... هل أنا متشائمة؟ ربما- لكن من فضائل المتشائم كبح جماح المتفائل, ولولاه لما فكر أحدهم باختراع المظلة في حال تعطلت الطائرة.‏

كم نحن بحاجة إلى مظلاتٍ.. علّنا ننجو من هذا الخطر الذي دهم طائرتنا السورية!!‏

Suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2010
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1594
القراءات: 1520
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1601
القراءات: 1638
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1649
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1659
القراءات: 1677
القراءات: 1687
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية