تستمر بنفس العقلية.. والطريقة التي تدار بها منذ عقود عديدة.. بذات النكهة التي لم تدرك بعد أنها تعاكس اتجاه الحياة العربية الجديدة.. التي بات يصيغ ملامحها الكل.. إلا نحن.. !!
مهرجانات عديدة حضرناها مرارا لنشعر أننا نعيش حالة الخطف خلفا.. الجديد يبقى في إطاره الشكلي.. أنشطة ثقافية متناثرة هنا وهناك.. معارض كتب.. ملتقيات مسرحية.. مهرجانات سينمائية.. تحتضنها دول عربية محدودة، سلمت حتى الآن من شظايا نكباتنا العربية الحديثة.. وقلة من تلك الأنشطة لازالت تتابع في مدن النكبات تلك..
تحتفي بالثقافة العربية وكأنها تعيش في كوكب آخر.. تتخبط بين إعلانها للثقافة بوصفها رسالة وفن ومجد آيل للسقوط في أي لحظة.. وبين كونها سلعة تسعى للتحرر من قيود التسليع لتقدم نفسها كما يرضى صناعها!
تتابع المهرجانات سيرها وكأن لاشيء يحدث.. وكأننا لانعيش زلزالا يضرب منطقتنا العربية في العمق.. يتابعون سيرهم الذاتية.. نقاشاتهم.. ندواتهم.. عروضهم..
متابعتنا الإخبارية لسير تلك الملتقيات يجعلنا ندرك أن ثقافتنا تسير في اتجاه يعاكس سير منطقتنا الكارثي.. كون بعضها بعيداً عن موقع الحدث.. لايعني أنها غير معنية.. !
مقارنة بسيطة لما عشناه مع مشاهد الأوسكار مؤخرا.. مع ثقافة قادرة على تغيير مجتمعاتها بوقع مختلف لفيلم مذهل.. أو تغيير مصير ممثل قدم دوره الأول ليصبح بعدها ماركة مسجلة.. !!
المقارنة بيننا وبينهم مؤلمة.. تحطم روحك.. يقلعون.. منفتحون.. يتجذرون مع مجتمعاتهم.. يتكاتفون ويتوحدون لتحطيم كل ما يحد أذهانهم.. ثقافتهم صورة عنهم.. !
أما نحن نسير نحو التوقع.. نعود إلى الوراء.. نقلب المفاهيم.. نتعاطف مع القبلية.. وتنتشر صورة خفية لمنطقنا العربي المظلم.. والأغرب أن تلك الملتقيات العربية باتت تحتضنها وتبرزها على أنها الصورة الأبرز.. دون وجود صورة قوية بديلة.. حتى الآن!!
soadzz@yahoo.com